منتديات المجاوشي - .. بعِيداً عن الواقِع بأميال ~

http://www.lawgazette.co.uk/files/im...usinessman.jpg

كان الوقت يداهمني وكأنني كُنت أعلم حِينها بأن المكانَ الذي أسكُنُهُ هو مُجرد أُمنية تحققت "لحلم" يجمعني بك , كانـت فرصة لقاءُك هذه لن تتكرر و لم تتحقق يوماً ما , كنتُ أعلمُ أن كُل شيٍء سيتوارى في أية لحظة وسينطفىء ,
كُل ما أذكره هـو أنني قُمتُ بإقتحام مكان عـملك باحثةٌ عنك ، كان المكان مـزدحِماً جـداً .. كثير من الموظفين , كثير من المكاتب , عَـــتباتٌ , أُناس , أبواب نوافِذ وأضواء ساطعة .. ألوان مُمتزجة بين الأصفر والأسـود والأخضر والبني .. و أزرق و أبيـض ورمادِي ربما ؟ ..

كان المكان يزدحم بالموظفين أمثالك , رغم كُل ذلك لم ُينـــــهكني البحث عنك في تِلكَ الساحة و كُنــت أولَ من وقع النظر عليه . وجدتُكَ تقف أمامي مُــــباشرة تتــــبادل الـحديـث مــع أحدِهم خلف إحـدى مَكـاتِب العـــــمل وأنـت منهمـك أمـام شــاشـةِ الحاسوب , ظَلـلتُ أُحـدِق بِكَ كـثـيراً قبل أن أُقـبِل إلـيك .. و رددت : " يالله هذا أنت! أخيراً إلتقيتُكَ لَستُ مُصدِقة ما أرآه ,أنت أمامِي يالَـ سعادتي! " سأتحدث إليكَ أخيراً بعد طـولِ عناء شَهد له الليلَ والنهار بِطُولِ مداه ~

لم تكن فرصتي طويلة لأحدِق بكَ أكثر ! كان الوقت ينسكب وكأنه مُحتَبِس في ساعة رملية كان عَليّ الاقتراب والتحدث إليك بسرعة , حينها إقتربت وإقترَبَت إليكَ خُطواتيِ أكثر ! .. كُنت غاضــبة مِنكَ مُقطبةُ الجبين , إستطردتُ ضجة العمل بمناداتِك بإسمك .. عم الهدوء تدريجياً ! لم أخــــجل أبدن لأن فرصة حديثي مـعكَ لن تتكرر , لم يَكُن في حَـوزِ إهتمامي غيري وغَيرك , حادثتُكَ أمام الجميع بصوتٍ غيرِ منخفض إحتبسَت آهاتُهِ كَثــــيراً ~ , إلتفت أنظارُ الجميع نحوي وإشتدت بتعاطُف! حل السكون وكأنهم يريدون معرفة سِرك و سِر مَجيئي إليك ؟

ظَللتُ أنظُر إليك بروح مُكابِره رغم إنكسارها ألف مرة بعنف ، لُمتكَ كثيراً في مُقدمتي .. ومن ثُم إنحنيتُ نحو الضُعف وتداركتُهُ .. كُنتَ تألمني لأنك لم تكن تنظر إلى , كنت تــنظُر لــمن هـو بجانِبك بإبتسامة وكأنك مُحرَج ! .. لم أكُن سأسمح لكَ بالتـصدد أو الهـروب أو الـتأجيل ! كُـنتُ أريدُ مـنكَ الإستماع إليّ بإنصات إينما كُنا وفي أي زمن كُنتُ أريدُ أن أتحدُث إليك بلا مقاطعات ~

كُنت أعلم أن الساعة الرملية قد واشكت على الإنتهاء .. حِينها لم أتمالَك نفسي كثيراً أنهيتُ كبريائي و بدأت أنحني نحو البكاء بإختناق شديد .. كُنت أمامكَ كمظلوم إنتهت فترة لقاءه المُحببه مع من ظلمه و كان سبباً في دخوله خَلف قضبان أمنياتة .. , حينها ولضيق الوقت سردتُ لكَ كُل ما فيني و أخبرتُك بِكُل ما آلمني منك.. أوقعتُك بصِدقي ومحـبتي و إنتمائي المؤبد لك , وإنكسرتَ أنت بظُلمِكَ لي وخُذلانِك .. !

وأخـــبرتُك حينها ولم أخفيك أبـداً بأن سعادتك تكفيني جـداً حتى وإن كانت على حِساب سعادتي فهنيئاً لكَ هي حتى وإن تبعثر كُل ماكُنتُ أتمناه معـــَك يوماً .. حتى وإن حدَث كُل ماحدث ! أقسم أن سعادتُك هي سعادتي في هذه الدنيا , وسعادتك هي قوتي وكل شيء جميل ~
حينها ظهرَ عليكَ الحزن وأحسستَ بي كثيراً كانت يداك تحتضن عيناك ..وكان لِسانَ حالكَ يقول : [ سامحيني ! أنا فعلاً أخطات بِحقك , سامِحيني ]

تركتُ حينها المكان مهرولة لأتطاير في أعالي المكان من شدة سعادتي بلقائك ,كان حُلماً جميلا و كانت ثواني قصيرة أهداني إياها الإله بعد استجابة
لأُفرغ لكَ قلبي الممتلئ بِك ..||

d r a m a

أكثر...