منتديات المجاوشي

منتديات المجاوشي (http://www.vb.mjawshy.net/index.php)
-   Arabic Rss (http://www.vb.mjawshy.net/forumdisplay.php?f=41)
-   -   مهالك الذنوب (http://www.vb.mjawshy.net/showthread.php?t=295303)

RSS 03-30-2012 01:36 PM

مهالك الذنوب
 
اعلموا إخواني ومن يقبل نصيحتي‏.‏


أن للذنوب تأثيرات قبيحة مرارتها تزيد‏.‏


على حلاوتها أضعافاً مضاعفة‏.‏


والمجازي بالمرصاد لا يسبقه شيء ولا يفوته‏.‏


أو ليس يروى في التفسير‏.‏


أن كل واحد من أولاد يعقوب عليهم السلام - وكانوا اثني عشر - ولد له اثنا عشر ولداً إلا يوسف فإنه ولد له أحد عشر وجوزي بتلك الهمة فنقص ولداً‏.‏


فواأسفا لمضروب بالسياط ما يحس بالألم ولمثخن بالجراح وما عنده من نفسه خبر‏.‏


ولمتقلب في عقوبا ما يدري بها ولعمري أن أعظم العقوبة أن لا يدري بالعقوبة‏.‏


فواعجبا للمغالط نفسه يرضي نفسه بشهوة ثم يرضي ربه بطاعة ويقول حسنة وسيئة‏.‏


ويحك من كيسك تنفق ومن بضاعتك تهدم ووجه جاهك تشين‏.‏


رب جراحة قتلت ورب عثرة أهلكت ورب فارط لا يستدرك‏.‏


ويحك انتبه لنفسك ما الذي تنتظر بأوبتك وماذا تترقب بتوبتك المشيب فها هو ذا أوهن العظم وهل بعد رحيل الأهل والأولاد والأقارب إلا اللحاق‏.‏


قدر أن ما تؤمله من الدنيا قد حصل فكان ماذا ما هو عاجل فشغلك عاجلاً‏.‏


ثم آخر جرعة اللذة شرقة وإما أن تفارق محبوبتك أو يفارقك‏.‏


فيا لها جرعة مريرة تودع عندها أن لو لم تره‏.‏


آه لمحجوب العقل عن التأمل ولمصدود عن الورود وهو يرى المنهل أما في هذه القبور نذير أما في كرور الزمان زاجر‏.‏


نادهم في ناديهم‏.‏


هيهات صموا عن مناديهم‏.‏


فلو أن ما بهم الموت إنما هنيهة‏.‏


‏.‏

‏.‏

ثم القبور‏.‏


العمل حصل يا معدوماً بالأمس يا متلاشي الأشلاء في الغد‏.‏


بأي وجه تلقى ربك أيساوي ما تناله من الهوى لفظ عتاب‏.‏


بالله إن الرحمة بعد المعاتبة ربما لم تستوف قلع البغضة من صميم القلب‏.‏


فكيف إن أعقب العتاب عقاب وقد أخبرنا عبد الرحمن بن محمد القزاز قال‏:‏ أخبرنا أبو بكر الخطيب قال‏:‏ أخبرنا محمد بن الحسين المعدل قال‏:‏ أخبرنا أبو الفضل الزهري قال‏:‏ أخبرنا أحمد بن محمد الزعفراني قال‏:‏ حدثنا أبو العباس بن واصل المقرىء قال‏:‏ سمعت محمد بن عبد الرحمن الصيرفي قال‏:‏ رأى جار لنا يحيى بن أكثم بعد موته في منامه فقال‏:‏ ما فعل بك ربك فقال‏:‏ وقفت بين يديه فقال لي‏:‏ سوءة لك يا شيخ‏.‏
فقلت‏:‏ يا رب إن رسولك قال إنك لتستحي من أبناء الثمانين أن تعذبهم وأنا ابن ثمانين أسير الله في الأرض‏.‏


فقال لي‏:‏ صدق رسولي قد عفوت عنك‏.‏


وفي رواية أخرى عن محمد بن سلم الخواص قال‏:‏ رأيت يحيى بن أكثم في المنام فقلت‏:‏ ما والمقصود من هذا النظر بعين الاعتبار هل يفي هذا بدخول الجنة فضلاً عن لذات الدنيا‏.‏


فنسأل الله عز وجل أن ينبهنا من رقدات الغافلين وأن يرينا الأشياء كما هي لنعرف عيوب الذنوب والله الموفق‏.‏



صيد الخاطر : إبن الجوزي رحمه الله

الموضوع الأساسي: مهالك الذنوب
المصدر: زيزوووم للأمن والحماية








أكثر...


الساعة الآن 10:35 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات بلاك بيري mjawshy.net
المجاوشي للتقنية المتقدمة