هناك مثل قديم يقول "عدوك يتجاهلك في البدء ثم يهاجمك.. ثم تفوز أنت!".
هذا هو حال مايكروسوفت مع المصادر المفتوحة؛ فقد بقيت الشركة ساكنة لا تتحرك لسنوات طويلة ولكن عندما بدأت تشعر بالخطر "كشرت عن أنيابها" وبدأت تهاجم؛ طبعاً هذا مشروع فيما لو كانت تستخدم طرقاً مشروعة وتنافسية.. ولكنها بدلاً من تحسين منتجها تتوجه إلى منافسيها فتشوه سمعتهم في كل المحافل أو تستخدم العنف معهم في المحاكم ولكنها في هذه المرة "تسخر منهم".
فقد ظهر إعلان صنعته مايكروسوفت استخدمت فيه طريقة نقدية "بناءة؟" بأن جاءت بشهادات موثقة لأشخاص وشركات استخدمت أوبن أوفيس؛ وبالطبع فإنها لم ترضَ عن البرنامج وعبرت عن استيائها منه بطريقة هزلية ومضحكة وغير موضوعية وأحياناً غريبة.
مايكروسوفت حاولت "التظاهر" بأنها على حياد في هذا الإعلان فهي لم تأتي بموظفيها وخبرائها للتحدث في شأن أوبن أوفيس ولكنها أتت بشهادات حية.. لكن استخدام الرسومات الهزلية وأصوات الضحك لا يوحي بذلك مطلقاً.
الإعلان يبدأ بطرح نصيحة للمستخدمين عموماً؛ تقول "إذا كنت تفكر في استخدام أوبن أوفيس؛ فخذ بعين الاعتبار ما يلي". ثم تتالى الشهادات وإليك أهمها:
"لقد قمنا بتنصيب أوبن أوفيس باستخدام أجهزة مزودة بنظام التشغيل لينوكس وذلك لتوفير المال على المدى القصير، لكننا وجدنا بسرعة أن التكلفة الباهظة والتوفر المحدود للدعم تركنا في حال أسوأ."
"أنا أريد شيئاً أستطيع الاعتماد عليه ؛ ولكن إذا تعطل البرنامج المجاني مفتوح المصدر، فمن سيقوم بإصلاحه؟"
"لقد فشل أوبن أوفيس بنسخته 3.1 في تقديم دعم أفضل لملفات مايكروسوفت أوفيس وهذا ما أدى إلى تخريب كبير لملفات وورد وإكسل الخاصة بالشركة."
"لدي طلاب قاموا بتسليمي ملفات تم تحويلها من أوبن أوفيس وهي تحمل أخطاء في التنسيق وهذا ما أثر على درجاتهم."
"عندما أقوم بفتح ورقة حسابات باستخدام أوبن أوفيس فإن ذلك يتطلب وقتاً أطول بعشر مرات من أوفيس إكسل 2007."
"إن الموظفين لدينا محبطون لأن أوبن أوفيس منعهم من تطوير قدراتهم الإنتاجية."
"عندما عدنا إلى مايكروسوفت أوفيس بعد فترة من استخدام أوبن أوفيس فإنك تستطيع سماع تنهيدات بالجملة تعبر عن ارتياحها.. وهذه الأصوات تستطيع سماعها في المدينة بأسرها."
أنا لن أقوم بالرد أو بدحض هذه الشهادات لأنني أعتقد أن هذه الشهادات حقيقية.. فكلنا يعلم أن أوبن أوفيس ليس برنامجاً كاملاً وفيه عيوب كثيرة.. وكذلك مايكروسوفت أوفيس! ولكن هذه الشهادات هي استثناءات وليست القاعدة، فكيف يقيم مشروع بالنظر فقط إلى استثناءاته؟ إنه كمن يقيم مدرساً في صف نجح فيه 39 طالباً بشهادة الطالب الوحيد الذي رسب في الصف!
ثم إنه من حق مايكروسوفت أن تروج لمنتجاتها بالشكل الذي ترغب؛ ولكنني لا أرى (ولا بأي شكل) في الطريقة المتبعة في هذا الإعلان ترويجاً لمايكروسوفت أوفيس بل هجوماً حاداً لاذعاً رخيصاً على أوبن أوفيس، وحسب.
الآن آتي إلى الأمور الإيجابية..
هناك الكثير من المواقع التقنية الشهيرة (
1،
2،
3،
4) تحدثت عن الإعلان وخلصت إلى أنه سيسهم في نشر أوبن أوفيس بطريقة عكسية.. فالناس الجاهلون بأوبن أوفيس سيعلمون بوجود حزمة مكتبية مجانية وسيحاولون تجربتها بدلاً من مايكروسوفت أوفيس باهظ الثمن.
ثم إن الإعلان بحد ذاته يثبت أن مايكروسوفت قلقة وبشكل كبير من أوبن أوفيس، وأنها وللمرة الأولى تشعر بقلق بالغ على أحد أهم مواردها المالية.
يعتبر تنصيب نظام التشغيل أوبنتو لينوكس بشكل عام أحد أعقد الخطوات بالنسبة للكثيرين، وهي "بالنسبة لهم" خطوة صعبة التنفيذ ومحفوفة بالمخاطر.
لكن؛ في الإصدارات الأخيرة من أوبنتو تم التركيز على تحسين تجربة تثبيت النظام لتصبح أسهل وأكثر ملاءمة للقادمين الجدد. وذلك بإزالة الغموض والتعقيد الذي لازم كثيرا من خطوات التنصيب.
فقد حملت الإصدارة الأخيرة من أوبنتو (النمس النجيب) تعديلات جذرية على برنامج التنصيب؛ فتم تعديل الشكل ليصبح أكثر وضوحا وسهولة وأكثر أناقة، كما تم إعادة ترتيب خطوات التثبيت بحيث تختصر الوقت. وأعتقد شخصيا أن تجربة تثبيت أوبنتو باتت بحق تجربة ممتعة وسريعة وخالية من التعقيد.
في هذا الكتيب عملت على شرح خطوات التنصيب بطريقة مفصلة وبسيطة، مخاطبا من خلال صفحاته كل الشرائح بما في ذلك المستخدمين الجدد الذين لم يسبق لهم تنصيب أوبنتو من قبل.
وليكون الكتيب أكثر ملاءمة للجميع؛ فإنه يشرح تنصيب أوبنتو من خلال ثلاث طرق مختلفة:
- تنصيب أوبنتو بواسطة القرص الليزري
- تنصيب أوبنتو بواسطة ذاكرة الـUSB
- تنصيب أوبنتو كبرنامج داخل ويندوز
أرجو أن ينال الكتيب إعجابكم، وأنا بانتظار سماع آرائكم واستفساراتكم.