الموضوع
:
:: الحب لله وحده ::
عرض مشاركة واحدة
#
1
05-21-2011
ناقل الأخبار
تاريخ التسجيل: 11 - 2 - 10
المشاركات: 662,651
:: الحب لله وحده ::
فإذا عرف ذلك فكل حي له إرادة ومحبة وعمل بحسبه ، وكل متحرك فأصل حركته المحبة والإرادة
،
ولا صلاح للموجودات إلا بأن تكون حركاتها ومحبتها لفاطرها وبارئها وحده
،
كما لا وجود لها إلا بإبداعه وحده .
ولهذا
قال تعالى :
لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا
[ سورة الأنبياء : 22 ] .
ولم يقل سبحانه :
لما وجدتا ولكانتا معدومتين ، ولا قال : لعدمتا
، إذ هو سبحانه قادر على أن يبقيهما على وجه الفساد ، لكن لا يمكن أن يكونا على وجه الصلاح والاستقامة إلا بأن يكون الله وحده هو معبودهما ، ومعبود ما حوتاه وسكن فيهما ، فلو كان في العالم إلهان لفسد نظامه غاية الفساد ، فإن كل إله كان يطلب مغالبة الآخر ، والعلو عليه ، وتفرده دونه بإلهيته ، إذ الشركة نقص في كمال الإلهية ،
والإله لا يرضى لنفسه أن يكون إلها ناقصا
، فإن قهر أحدهما الآخر كان هو الإله وحده ، والمقهور ليس بإله ، وإن لم يقهر أحدهما الآخر لزم عجز كل منهما ، ولم يكن تام الإلهية ، فيجب أن يكون فوقهما إله قاهر لهما حاكم عليهما ، وإلا ذهب كل منهما بما خلق ، وطلب كل منهما العلو على الآخر ، وفي ذلك فساد أمر السماوات والأرض ومن فيها ، كما هو المعهود من فساد البلد إذا كان فيها ملكان متكافئان ، وفساد الزوجة إذا كان لها بعلان ، والشول : إذا كان فيه فحلان .
وأصل فساد العالم إنما هو
من اختلاف الملوك والخلفاء
، ولهذا
لم يطمع أعداء الإسلام
فيه في زمن من الأزمنة إلا في زمن تعدد الملوك من المسلمين واختلافهم
، وانفراد كل منهم ببلاد ،
وطلب بعضهم العلو على بعض
.
فصلاح السماوات والأرض واستقامتها ، وانتظام أمر المخلوقات على أتم نظام من
أظهر الأدلة على أنه
لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير
، وأن كل معبود من لدن عرشه إلى قرار أرضه باطل إلا وجهه الأعلى ،
قال الله تعالى
:
ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون
عالم الغيب والشهادة فتعالى عما يشركون
[ سورة المؤمنون : 91 - 93 ] .
وقال تعالى :
أم اتخذوا آلهة من الأرض هم ينشرون
لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون
لا يسأل عما يفعل وهم يسألون
[ سورة الأنبياء : 21 - 23 ] .
وقال تعالى :
قل لو كان معه آلهة كما يقولون إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا
[ سورة الإسراء : 42 ] .
فقيل :
لابتغوا السبيل إليه بالمغالبة والقهر كما يفعل الملوك بعضهم مع بعض
، ويدل عليه قوله في الآية الأخرى :
ولعلا بعضهم على بعض
.
قال شيخنا - رضي الله عنه - :
والصحيح أن المعنى : لابتغوا إليه سبيلا بالتقرب إليه وطاعته ، فكيف تعبدونهم من دونه ؟
وهم لو كانوا آلهة كما يقولون لكانوا عبيدا له ، قال : ويدل على هذا وجوه :
منها : قوله تعالى :
أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه
[ سورة الإسراء : 57 ] .
أي هؤلاء الذين تعبدونهم من دوني هم عبادي كما أنتم عبادي ، ويرجون رحمتي ويخافون عذابي ، فلماذا تعبدونهم من دوني ؟
الثاني : أنه سبحانه لم يقل لابتغوا عليه سبيلا ، بل قال : لابتغوا إليه سبيلا ، وهذا اللفظ إنما يستعمل في التقرب ،
كقوله تعالى :
اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة
[ سورة المائدة : 35 ] .
وأما في المغالبة فإنما يستعمل بعلى كقوله :
فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا
[ سورة النساء : 34 ] .
والثالث : أنهم لم يقولوا إن آلهتهم تغالبه وتطلب العلو عليه
، وهو سبحانه قد قال :
قل لو كان معه آلهة كما يقولون
وهم إنما كانوا يقولون :
إن آلهتهم تبتغي التقرب إليه وتقربهم زلفى إليه
، فقالوا :
لو كان الأمر كما تقولون لكانت تلك الآلهة عبيدا له ، فلماذا تعبدون عبيده من دونه ؟
أكثر...
RSS
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى RSS
زيارة موقع RSS المفضل
البحث عن كل مشاركات RSS