يخبرنا علماء النفس ان هناك ثلاث وسائل للتذكر :
(( يتذكر )) قد تعني (( يسترجع )) ، فعندما تقول (( لا يمكنني تذكر الاجابة )) فان ذلك يعني انك لا تستطيع ان تسترجعها .
وقد تعني (( يتعرف )) وذلك عندما نجد انفسنا نتعرف برنامجا في التلفزيون سبق عرضه .
كما انها قد تعني (( يتعلم ثانياً )) عندما نحاول ان نلتقط بعض الكلمات الاجنبية التي سبق تعلمها في المدرسة ثم نسيناها منذ فترة ، وتقاس قدرتنا على التذكر بأن نتعرف موضوعات سبقت دراستها من بين مواد اخرى مشابهة لها .
اما قدرتنا على الاسترجاع فانها تقاس بمحاولتنا استعادة المادة التي سبق تعلمها من بين ثنايا الذاكرة .
اما قدرتنا على التعليم مرة ثانية فانها تقاس بالزمن الذي تستغرقه في التعلم مقارناً بالزمن الذي استغرقناه في المرة الاولى .
ومن بين هذه النماذج الثلاثة للتذكر يعتبر سلوك الاسترجاع هو اصعبها جميعاً ويحتاج الى جهد اكبر من جانبنا .
وعلى ذلك فقد يكون من الصعب استرجاع اجابة سؤال معين في حين يمكن اختيار اجابة لهذا السؤال من بين اكثر من اختيار امامنا .
فعندما نقول ان من السهل تذكر الوجوه اكثر من تذكر الاسماء فنحن لا ندرك اننا لا نحتاج الا الى تمييز الوجوه ، على حين اننا بحاجة الى استرجاع الاسم من بين مئات الملايين من اجزاء المعرفة التي تختزنها الذاكرة .
واذا كان من الممكن ان يحدث العكس بحيث تطلب من شخص معين ان يلتقط الاسم من بين مجموعة من الاسماء ثم عليه ان يحدد ملامح وجه صاحب هذا الاسم ، عندئذ تكون عملية تذكر الاسماء اسهل من عملية تذكر الوجوه .

أكثر...