عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-21-2014
الصورة الرمزية RSS
RSS غير متواجد حالياً
ناقل الأخبار
 
تاريخ التسجيل: 11 - 2 - 10
المشاركات: 688,991
RSS is on a distinguished road
افتراضي من فقه القرآن : "كره الله انبعاثهم"

من فقه القرآن

"كره الله انبعاثهم"

الشيخ الدكتور محمد سليم محمد علي

خطيب المسجد الأقصى المبارك

عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

www.algantan.com


قال الله تعالى:"ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ولكم كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين"سورة التوبة آية:46

فقه الآية الكريمة وفوائدها في المسائل الآتية:

المسألة الأولى: "لو" تأتي على وجوه:

الأول:حرف مصدري،يصاغ منه ومما بعده مصدر مؤول نحو:يود أحدهم لو يعمر ألف سنة:أي يود أحدهم التعمير.

الثاني:حرف تقليل،نحو:"التمس ولو خاتما من حديد".

الثالث:حرف للعرض،وللتمني،نحو:"لو تنزل عندنا فتصيب خيرا"و"لو تأتيني فتحدثني"،ويتلوها فعل مضارع منصوب بعد فاء السببية.

الرابع:حرف وصل"يؤتى به لتقوية المعنى،ووصل بعض الكلام ببعض"،نحو قوله تعالى:"والله متم نوره ولو كره الكافرون"،وقوله:"وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى."

الخامس:حرف شرط،غير جازم.ولا بد له- كسائر أدوات الشرط- من شرط وجواب



المسألة الثانية:والمعنى في الآية:أن المنافقين لم يريدوا الخروج مع الرسول صلى الله عليه وسلم بحجة أنهم لو يتهيأوا للغزو.

المسألة الثالثة:"العدة"بضم العين وهي كل ما يحتاج إليه المحارب كالسلاح والمسافر كالمال والزاد.وهي مشتقة من الإعداد وهو التهيئة.

المسألة الرابعة:قوله تعالى"ولكن كره الله انبعاثهم:استدراك على ما دل عليه شرط "لو"والمعنى كره الله خروجهم معك.

المسألة الخامسة:"فثبطهم"أي خذلهم وحبسهم عنك والخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم حيث قالوا:إن لم يؤذن لنا في الجلوس أفسدنا وحرضنا على المؤمنين .

المسألة السادسة:"وقيل اقعدوا مع القاعدين فيه أقوال:

الأول:أنه قول بعضهم لبعض.

الثاني:قول النبي صلى الله عليه وسلم وهو إذنه لهم بالتخلف عن الغزو.

الثالث: قيل هذا عبارة عن الخذلان أي أوقع الله في قلوبهم القعود.

المسألة السابعة:قوله تعالى:"مع القاعدين"أي مع النسوان والصبيان والعميان وأولي الضرر الذين لا يستطيعون قتالا.

المسألة الثامنة:هذه الآية الكريمة ذكرت بعض صفات المنافقين وهي:

الصفة الأولى:تخلفهم عن شهود مشاهد الخير مع المسلمين وبخاصة الخروج للغزو.

الصفة الثانية:كذبهم واختلاقهم الأعذار للتخلف.

الصفة الثالثة:ادعاؤهم أن عدم شهودهم مشاهد الخير مع المسلمين هو لصالح المسلمين لأن خروجهم كلهم فيه ضرر عليهم أي على المسلمين.

الصفة الرابعة:أنهم خوالف"لا يرجى منهم النفع.

الصفة الخامسة:قلوبهم مريضة بالنفاق الأكبر وهو الكفر الذي يخفونه في صدورهم وكراهيتهم للإسلام والمسلمين،فظاهرهم يخالف باطنهم ولهذا وجب الحذر منهم وعدم تصديقهم.

المسألة التاسعة:وفيما سبق من معان ودلالات فوائد عديدة منها:

أولا:على المسلم أن يراقب قلبه وإيمانه وأن يطهره من كل أنواع النفاق

ثانيا:المسلم يبغض النفاق والمنافقين لأن الله تعالى يبغضهم.

ثالثا:المسلم يحرص على شهود مشاهد الخير مع المسلمين فإذا تقاعس عنها مع قدرته عليها يخشى عليه من النفاق ومن الأمثلة على هذا ما يلي:

1-التقاعس عن الصلاة في المسجد الأقصى مع القدرة على ذلك .

2-التقاعس عن صلاة الجماعة أو أداء الصلوات الخمس.

3-التقاعس عن صلة الرحم مع القدرة والفراغ.

4-التقاعس عن طلب العلم الشرعي في المساجد خاصة والإكتفاء بالصلاة.

5-التقاعس عن بر الوالدين وحفظ الجوار .

المسألة العاشرة :هذه أمثلة والباقي عندك أخي المسلم،فإذا تقاعست + شهود مشاهد الخير وأنت قادر،فاحذر أن تكون من الذين كره الله انبعاثهم للخير فبعثهم وقيل اقعدوا مع القاعدين.

نسأل الله السلامة من النفاق




والحمدلله رب العالمين








أكثر...