الكاتب: بهاء رحال
منذ وقت لم تتوقف المحاولات والتدخلات التركية في المنطقة العربية ، هذه المحاولات التي تأتي في إطار البحث عن دور لها في المنطقة لتعيد من حضورها وتوسع مناطق نفوذها في السياسة الخارجية والدولية في إطار تقاسم وتقسيمات تحصل في العالم العربي ، فزادت الدبلوماسية التركية وتعاظمت وأخذت أشكالاً عديدة في المنطقة العربية التي تتنازع عليها كل القوى العالمية ، وكأن الإستعمار يعود من جديد ولكن بشكل مختلف .
تركيا التي غابت عن المنطقة منذ زمن بعيد ، تحاول العودة اليها بشكل مختلف وتحاول ان تتخذ من بعض القضايا المركزية أدوات لإجتياز الصعوبات والعقبات التي تعترضها وهي تراهن على مواقفها الوسطية من جهة والمتعاطفة من جهة أخرى والتي تتلاقى مع بعض المواقف الشعبية في مساحة مفتوحة من السياسية الفضفاضة التي تسمح لها بأن تكون بهذا الشكل فتارة تكون الى جانب الإحتلال الاسرائيلي ، وتقوم بعمل المناورات العسكرية مع جنوده ، بالاضافة الى عمل الصفقات الحربية معه ، وتارة أخرى تراها بموقف مغاير تماماً وهي تقوم بارسال اساطيل فك الحصار عن القطاع الذي تحاصرة اسرائيل وتفتك به من كل الجهات والجبهات ، لتكون بذلك تركيا بصورة الذي يقف على الحياد مع علمنا المسبق بانها منحازة الى اسرائيل بشكل واضح لا يقبل التضليل ولا التأويل ، حيث يظهر ذلك جلياً بطبيعة العلاقة وحجمها والتي تربط القيادة التركية مع قادة الكيان الاسرائيلي .
تركيا من جانبها تعرف أن القضية الرئيسية في المنطقة هي القضية الفلسطينية ، وهي تعرف أن دخولها الى المنطقة لا يمكن أن يكون ذو قيمة إلا إذا أحسنت استخدام القضية الفلسطينية واللعب بهذه الورقة قد يؤدي بها الى ان تتمتع بدور كبير وهام في المنطقة ويكون لها حضور قوي وفعال ، هذا الأمر الذي تعترضه محاذير كثيرة خاصة وان لتركيا تحالفاتها الدولية على كل المستويات ، وحتى لا تتورط كثيراً بالأمر فإنها تسعى للتعامل بحذر في هذا الملف وذلك من اجل الحفاظ على هذه التحالفات بشكل لا يؤثر عليها سلباً من جهة ومن جهة أخرى تلبي أطماعها التي تسعى اليها من خلال عودة النفوذ التركي الى المنطقة .
فرص ذهبية عديده تحاول تركيا استثمارها على كل الجبهات في المنطقة بما يخدم مصالحها وأهدافها ، سواء تلك المتعلقة بثورات الشعوب العربية ضد انظمتها أو ما تشهده الساحة الفلسطينية من حراك على المستوى الداخلي بنجاح جهود المصالحة أو المتعلقة بالوضع السياسي واستحقاقات العملية السلمية وإستحقاق ايلول القادم ، فهل ستنجح تركيا ان تأخذ لها درواً في المنطقة أم أن كل جهودها لن تفضي الى أكثر من زوبعة في فنجان مثلما يقول المثل .
أكثر...