تبتْ يداك يا أسد

تبتْ يداك يا أسد
تبتْ يداك يا نسل أبي لهبْ
وسحقا لمن أسماك أسدْ
فما أنت إلا خـُـبث وداءُ ُ بهذا البلدْ
قتلتَ الجد والوالد والولدْ
قتلت الفواطم والحرائر بلا ندمْ
وَأدْتَ البراعم والزهور وأحلام من في الأرحام لم يلدْ

شربتَ الدماء وما ارتويت يا أبا لهبْ
فكم من جثة تكفيكَ لترحل عن هذا البلدْ
وكم من دمعة تكفيكَ لترحم الأهل والرَّحِمْ
بقرتَ البطون كما الذئب في الليل المدلهمْ
خنقتَ البسمة كالسموم هبتْ على النّـُجُـدْ
فقأتَ العيون كما الأشواك تدمي ورشقة الحجرْ
قتلتَ حمزة , دفنته في التـُربْ
عَـلـَّـقتَ المشانق وفي كل غصن مَسَدْ
سجنتَ الشعب أدخلته جهنم والحفرْ
بحق السماء من أين كل هذه العُقدْ
وهذا السم الزعاف الذي يحرق الحي والميت كسيل الحممْ
كنا نراك الربيع وعطر الزّهَـرْ
كنا نضن بأنك حامي الديار والنسل وما الرب قد وهبْ
كنا نراك خير الشباب , أخا الحسين والحسنْ



كنا نراك نور البلدْ , وفي ليلها الشمس والقمرْ
كنا نراك بلسما إذا ما الجرح قد لثـَمْ
كنا وكنا
وما كنا نعلم أنك العدمْ
وأنك العوارض التي لا تبقى ولا تذرْ
وأنك متى سرتَ كان الداء والطاعون في الأثرْ
وأنك الشيطان تجسد في هذه الصورْ
أقمتَ جهنما في درعا وفي حمص وفي كل المدنْ
فتبا لعرشٍ أقمته فوق الجماجم يا أبا لهبْ
وتبا لوجه حوى كل الشرور وكل ما لـُعـِنْ
فاخرج من الجنة يا ملعون , و اخرج من دمشق ومن حلبْ
أحين يَـصْـدح الشعب بما يُـسِرُّ في العلنْ
حرية , حرية فإذا الرصاص ينهمرْ
وإذا السياط والخناجر
تمزق الأحشاء والقلب والكبدْ
أترضى بأن تداس وتلطم بالقلمْ
أترضى بأن تهشم لك اليـد والقدمْ
أترضى بهتك عرضك كما تفعل أنتَ بلا خجلْ
قتلتَ فما قولك للرب يوم التنادي يا أسدْ
قتلتَ فما قولك للرب يوم الصراط وهتك الحُجـُبْ
قتلتَ شعبا أبيا يبتغي الحرية مهما كان الثمنْ
قال لا لن أعيش بعد اليوم عبدا يا أسدْ
ولن أسجد لللات فما أنا أبو جهلٍ ولا أنتَ هُـبلْ
الشعب من ورائك والتاريخ من أمامك فأين المفرْ
تـُذبـِّحُ شعبك والجولان على مرمى من حجـَرْ
وحين استباح اليهود السهول والروابي والقممْ
ما رأينا لك نخوة يا صاحب الهممْ
بل رأيناك تستجدي الوصال وصالهمْ
كما العبد في مجلس السادة يسترضي أبا لهبْ
فما هذه الأخلاق أخلاق مسلم أو من كان من أمة العربْ
وحين رام الشعب نورا بعد طول العـتَـمْ
بان لك ناب وظفرُ ُ بطول الهرمْ
لماذا تلوم الهود والرصاص منهم كالمطرْ
على غزة لا الورد منهم والقبلْ
ومنك لشعبك منه سيل العَـرَمْ
رصاصات منك تنحر الشعب مثل قصف الشّـُـهُبْ
تنحى فما يدك بيضاء كموسى إذ خطبْ
فأنتَ تسكنكَ الجريمة من رأسك حتى القدمْ
قاتلُ ُ أنتَ بالوراثة فيا له من حَسبْ
سفاح أنتَ بالوراثة فيا له من نسبْ
شبيحةٌ ُ أهلك فاهنأ بالعَـصبْ
يَدُكَ ملطخة بالدماء وبأشلاء من سُحِقْ
ولن تـُـغسلَ بضحكةٍ صفراءٍ أو بحسن القول يحاكي الرُسلْ
ولن تـُـغسلَ بالعطر ولا بالمُزن أو بماء المطرْ
يقتاتُ شعبك من المزابل وملاعقك أنتَ من الذهبْ
يرتدي شعبك الأسمال وثوبك أنتَ يثير العجبْ
تـُـرى الشام مُـلـْكُ ٌ لك يا ابن أبي لهبْ
أو ورثتها بحقٍ من السماء أم بصكٍ من أي صنمْ
تنحى فما يدك بيضاء كموسى متى حضرْ
أيا فرعون هذا الزمنْ
ويا خائن الشعب والرب والعهد والقسمْ
***

شعر لمواطن سوري







أكثر...