#1
|
|||
|
|||
غزو الصليبيين لدمياط
غزو الصليبيين لدمياط
لقد كانت وجهة الحملة الصليبية الخامسة دمياط وكان القائم بالسلطة في مصر في ذلك الوقت الملك الكامل الأيوبي بالنيابة عن أبيه السلطان العادل الأيوبي، شقيق صلاح الدين الأيوبي، المقيم في دمشق ونزل الصليبيون على الشاطئ الغربي للنيل تجاه دمياط على حين أعد الملك الكامل العدة للمقاومة على الضفة المقابلة على الشاطئ الشرقي للنيل . وكان الملك الكامل في أثناء ذلك معسكراً بجنده في العدلية وهى قرية قديمة بمركز فارسكور أسسها الملك العادل الأيوبي، ويرسل جنوده لصد هجوم الصليبيين على دمياط كما كان أبوه الملك العادل يرسل الإمدادات لابنه من الشام. واستطاع الصليبيون بعد قتال عنيف الاستيلاء على البرج الذي كان مشيداً على جزيرة عند مدخل دمياط ووصل هذا الخبر إلى الملك العادل الأيوبي وهو في بلاد الشام فمرض لسماعه ولم يلبث أن مات بعد أيام بدمشق وأصبح الملك الكامل الأيوبي بعد موت أبيه مسئولا عن صد الصليبين عن مصر . وحدث في معسكر الملك الكامل بالعدلية مؤامرة هددت عرشه وحياته فقد انتهز أحد قواده فرصة موت الملك العادل ودبر مؤامرة لعزل الملك الكامل وتولية أخيه على العرش وأحس الملك الكامل بهذه المؤامرة وخطورتها واضطر الى الانسحاب من العدلية جنوباً وعسكر بجيشه عند بلدة أشمون طناح أشمون الرمان مركز دكرنس وكانت عاصمة الدقهلية الى آخر عصر المماليك وكانت تقع على بحيرة المنزلة. وانتهز الصليبيون فرصة المؤامرة ونزلوا البر الشرقي للنيل واتجهوا نحو دمياط وظلوا يحاصرونها سبعة عشر شهراً حتى تسلقوا أسوارها واستولوا عليها عام 1219م . وبعد سقوط دمياط بيومين وجد الملك الكامل (ابن أخو صلاح الدين الأيوبي) أن بلدة أشمون طناح لم تعد المكان الصالح للإقامة والدفاع عنها فاتجه جنوباً وعسكر على البر الشرقي للنيل فرع دمياط في المكان الذى تشغله الآن مدينة المنصورة . اتجه الصليبيون جنوباً من دمياط في يوليو عام 1221م للوصول الى القاهرة بعد الانتهاء من تحصين دمياط ووصول الإمدادات إليهم وظل الصليبيون في تقدمهم جنوباً الى أن أعترضهم بحر أشمون (البحر الصغير) الذي كانت تقع عليه مدينة دكرنس انتهى عند بحيرة المنزلة بالقرب من المكان الذي تشغله الآن مدينة المنصورة ، وبذلك وقف جيش الفرنج والجيش المصري أحدهما الآخر ويفصل بينهما بحر أشمون البحر الصغير الآن. و بعد ذلك احتال الملك الكامل الايوبى على قطع الطريق بين الفرنج وقاعدته فى دمياط فانزل فى قرية على الضفة الشرقية لفرع دمياط (ناحية شرمساح مركز فارسكور)آلاف العربان كما أنزل بعض السفن فى النيل لتعترض سفن الصليبيين الآتية من الشمال من دمياط. و هكذا انقطعت المؤن المدد من البر و البحر عن الفرنج ثم لجأ الملك الكامل الايوبى الى وسيلة اخرى و هى قطع جسر النيل فى البر الشرقى و كان الفصل صيفا و الفيضان فى عنفوانه و شدته فغمرت المياه الارض شمال معسكر الفرنج و أصبحت المنطقة كلها أوحالا و انقلبت السهول الى مستنقعات و عندئذ بنى الملك الكامل جسر على بحر أشمون عبرت عليه الجنود المصريه و حاصرت الصلبيين. و شعر الفرنج بالحرج الشديد وبدأوا يتقهقرون شمالا الى دمياط فى محاولة يائسة على الطريق التى ظلت باقية للمرور و كان ذلك فى أواخر أغسطس عام1221م و لكن ما كادوا يتحركون حتى احاطت بهم جيوش الملك الكامل و الشعب المكافح من كل صوب و سرعان ما احسوا أن طريق العودة قد سدت فى وجوههم جيوش المصريين و مياه النيل و اضطر الفرنج الى طلب الصلح بدون قيد و لا شرط و تم تسليم دمياط و رحل الفرنج الى بلادهم فى أواخر سبتمبر عام 1221م بعد ان منوا بهزيمة منكرة بفضل كفاح الشعب المصرى المناضل و قيادة الملك الكامل الذى ورث صفات عمة العظيم البطل صلاح الدين الايوبى |
#2
|
||||
|
||||
الله يبارك فيك اخوي على الطرح
اخوكم المجاوشي |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
|