خواطر جديد نصف القمر : سلاحي وهو رسالة من الشعر

تسكن في قصر من الذهب إحدى الجواري فتحدثت في معها بالقرب من باب القصر حيثما كنت أرتقب رؤية أمير القصر يقف ليسلم على الناس في عيد الفطر,,,
فأخبرتني بصوت منخفض " ويحك يا شاعرة نصف القمر "
فقلت لها : ما بالك يا جارية
فقالت لي:
فكأنكِ تأكلين بشراهة من رغيف يهجُّ إليكِ لغط الكلام
أتعبرين نهر الغزل بحماقة لتغزلي القصيد لفارس الأحلام
فإني لأخشى عليكي من جيش القيل والقال وحوض وحرباً من الملام
فاتركي أبواب الشعر موصدةً وافتحي بابً يرضى لك عيش السلام
,,,
فقلت لها وأنا أشير إلى أمير القصر: وكيف لي أن أكف عن التفكير هذا في الغلام
أشعر أن في عينيه بريقٌ و سحرٌ يفقدني الوعي ثم يطّيبُ الآلام
ثم يبث في دمي حبراً ليحرك أحاسيسي ويهز ريشة الأقلام
فعشقي له و هيامي به فجراً لا يحل بعده الظلام
,,,,,,
ثم ذهبت عن هذه الجارية وأنا مسرعة نحو
وأنا أحمل معي سلاحي وهو رسالة من الشعر...
فقلت مهلاً يا سيدي ,,
فوقف الأمير متعجباً وبجانبه
فقلت عفوا,, يا أميراً لكوكبي القمري أمرك سيدي على رأسي
أرجوك دعني أعبّر لك ما في خاطري
فلدي حدائقٌ من الكلمات و بحرٌ لجـل النوايات
ورِقٌ يفوح منه عبير الهوى لــلمتيـــّــــمات.
فقال بابتسامته الساحرة : هاتي ماعندك..
فقلـــت:
أيا رجلاً شللت عقلي وكياني بجمالك وحسن أفعالك
يا قبةً من العلم و الشجاعة و الإحسان
يا بدراً نصفه ضوءٌ ونصفه الآخر مذاق الحلوان
ولديك شفتان مكتسيتان بثوب الجذب الأخطر
و خدٌان ملونان بخمر النبيذ الأحمر
وشعرُ ناعم متموجٌ ,, أ من الهند مُفصَّـلٌ و مُهندَسٌ,,
لمعانٌ و بريقٌ كأنه جوهرةٌ من الألماس وأسد لقلبي مفترسٌ
وعينان تقتلان لترميان بي في سجن الهوى متلبسٌ
لياقة في القوام وهندامٌ وحبٌ لعينيك ينحر اسم العنتر و القيس
أنت صدى الهممٌ التي نالت الفوز بأعالي القمم
قلبٌ هفافٌ ذو بياضٌ ناصعُ وبشرةٌ لؤلؤية أ لبنة هي على لحمة
وإنني في سماع صوتك و رؤاك لفي نعمة
و إنني في جفاك في نقمة
فلايهمني لصوص الشعر و النصوص المقيمون
ولايهمنى ما هو مثوى العشيق والمتيّمون
ولن يلومني ويلف حولي لثام الصمت المنّيمون
ولن يهز قلمي جعجعة شراع اللئام ولن يهزأ بي المخيّمون
فأطلب منك يا سيدي من ذا الجناحين
أن يحملني ببساط الريح دوماً
لألتقى بملهمي في قصر المحبين

*****************
*************

أكثر...