فقد بيانات هوت ميل تكشف مواضيع الثقة بالخدمات الحاسوبية ضمن الإنترنت (السحابية)

في أعقاب التسرب الأكبر لبيانات السحابة منذ عدة أسابيع، ومع اقتراب السنة الجديدة تم تتبع مايكروسوفت من خلال ما يبدو أنه مسح رسائل البريد الإلكتروني لعدد كبير من مستخدمي الهوت ميل.
عندما يدخل المستخدمون تتم تحيتهم بصندوق وارد نظيف تماماً وشاشة ترحيب لمستخدم جديد، تشبه تلك التي تظهر لأولئك الذين لم يستخدموا الخدمة لمدة 270 يوماً وتمحى بياناتهم بشكل مفاجئ، عندما يحدث ذلك تأكد أن هذه مشكلة تاريخ.


تدّعي مايكروسوفت أنها عالجت المشكلة واستعادت رسائل البريد الإلكتروني ، ولكنها كانت أياماً عصيبة بالنسبة للكثير من المستخدمين.
يعتبر الهوت ميل أكثر خدمات البريد الإلكتروني شيوعاً مع 364 مليون مستخدم. وبالرغم من أن الأرقام التي تحدد عدد الذين تأثروا بهذا الموضوع لم يتم الإفصاح عنها بعد، فإن حوالي 500 شخص قد قاموا بلصق شكاوى على مركز حلول ويندوز لايف Windows Live . هؤلاء الخمسمائة هم الذين اهتموا بالموضوع واشتكوا، أو عرفوا كيف يفعلون ذلك.
وإذا أخذنا بعين الاعتبار أن معظم مستخدمي الهوت ميل هم من الأميين تقنياً، فمن المرجح أن يكون العدد الكلي للمصابين بهذا الخلل كبير جداً؛ ولو أن 1% فقط من من مستخدمي الهوت ميل أصيبوا، فهذا يعني أن 3.6 مليون إنسان قد تضرروا.
تجاوبت مايكروسوفت بطريقة مكافحة الحرائق مدعية أن هذا كان "موضوعاً محدوداً" واعتذرت عن الإزعاج. أصيب المستخدمون بخيبة الأمل لسماعهم هذا العذر المثير للشفقة.
حلت المشكلة في وقت سيء للغاية بالنسبة لمايكروسوفت، والتي سوف تطرح عن قريب أوفيس 365، وهو محاولتها الرئيسية في مجموعة سحابة أوفيس. إذا كانت مايكروسوفت لا تستطيع أن تحتفظ بخدمة سحابة بريد إلكتروني والتي تمتلكها منذ القرن الماضي، فهل يمكن الوثوق بالشركة من حيث البيانات التجارية؟

بالرغم من أن غوغل أو اي مزود بريد إلكتروني آخر يمكنه الاستفادة من هذه الزلة، ولكننا ننصحهم أن لا يرموا الآخرين بالحجارة طالما أن بيوتهم من زجاج؛ عدد كبير من مستخدمي الجي ميل Gmail يفاجؤون باختفاء صناديق بريدهم الوارد من وقت لآخر.
هذا ما حدث لي شخصياً السنة الماضية. كنت مستخدما للجي ميل منذ عام 2004، وبالرغم من أن بياناتي عادت للظهور من جديد عند الدخول الثاني، فقد بقيت 30 دقيقة وأنا أشعر كأن طناً من الأوزان قد سقط فوق رأسي. شعرت وكأنني قد فقدت جزءاً من حياتي.
وكما هو الحال بالنسبة لكثير من الأفراد، فإن الجي ميل يعتبر مرآة حياتي. على سبيل المثال يعمل جي ميل كمخزّن لصور العائلة على شكل بريد إلكتروني مع مرفقات. وإذا نسيت رقم هاتف أحدهم أو عنوانه، فإنني أبحث عنه في رسائل البريد الإلكتروني الذي تلقيته منذ سنوات والذي يحتوي على البيانات المفصلة، حتى أنني أرسل لنفسي رسائل تتضمن المجموعة التي أود أن أتذكرها.
أعرف أنه من الغباء الاعتماد على الجي ميل بهذه الطريقة ، ولكنني بشر وبالتالي أعاني من الكسل. حاولت عدة مرات أن أعمل نسخة احتياطية لكل شيء مستخدما تروس غوغل، ولكنها لم تكن تعمل بشيء جيد أبداً، كما أنها انقطعت.
نأمل من مايكروسوفت وجميع مستخدمي السحب أن يتعلموا دروساً من هذه الأزمة. عليهم أن يدركوا ان كل مستخدم هو فرد له وزنه، زبون ثمين. نحن نضع في أيديهم حجم لا يستهان به من الآمال والثقة المجنونة. معدل 99.99% من الوثوقية ليس كافياً، يجب أن يكون 100%؛ وإذا كان هذا لا يمكن الوصول إليه، فينبغي لمزودي السحابة أن لا ينزعجوا.

هذا ليس مطلب ملح على جميع خدمات الشبكة، فلو أن خدمة الفيس بوك تدهورت على سبيل المثال فقد يكون ذلك مثيراً للغضب، إلا أنه لن يكون مدمراً (إلا إذا كنت مراهقاً على ما أعتقد).
علىى كل حال تبدو خدمات مجموعات سحابة أوفيس أو منصات البريد الإلكتروني مختلفة. إنها خدمات أسلوب حياة بإحساس حقيقي، لأننا ندير حياتنا حولها. نحن نعول عليها ونمنحها ثقة لم نمنحها لحواسيبنا من قبل، وهذه الثقة ستزداد ثقلاً مع انتشار السحابة على هواتفنا وحواسيبنا الصغيرة. يحتاج مزودو خدمة السحابة التأكد من أنهم لا يخونون ثقتنا وإيماننا بهم.

أكثر...