#1
|
||||
|
||||
![]() قصيدة الطين كتبها الشاعر ايليا أبو ماضي بعد هجرته الى الغرب ، حيث وجد التفرقه جلية واضحة ، فوجه رسالته الى الانسان الغربي يقول له : لماذا هذا الكبر ؟ واستهل قصيدته بتذكير كل انسان بأن أصله من طين ، هذه الحقيقة التي لا يمكن لأي انسان أن ينكرها مهما استعلى . ثم بدأ يسرد جوانب الانسانية التي لا تختلف أبدا بين فقير وغني ، فالانسان الداخلي بمشاعره واحد مهما اختلفت المظاهر الخارجية ، متخللا ذلك بتذكير الانسان بمدى ضعفه في كل مرة فمرة يذكر البعوض ومرة النمل ومرة الفراشة ودودة القز . وغيرها كل في موضعه الملائم في القصيدة بما يثبت ضعف الانسان: نسي الطين ساعة أنه طين حقير فصال تيهاً و عربد وكسى الخزّ جسمه فتباهى و حوى المال كيسه فتمرّد يا أخي لا تمل بوجهك عنّي ما أنا فحمة و لا أنت فرقد أنت لم تصنع الحرير الذي تلبس و اللؤلؤ الذي تتقلّد أنت لا تأكل النضار إذا جعت و لا تشرب الجمان المنضّد أنت في البردة الموشّاة مثلي في كسائي الرديم تشقى و تسعد لك في عالم النهار أماني ورؤى و الظلام فوقك ممتد و لقلبي كما لقلبك أحلامٌ حسانٌ فإنّه غير جلمد أماني كلّها من تراب و أمانيك كلّها من عسجد ؟ و أمانيّ كلّها للتلاشي و أمانيك للخلود المؤكّد ؟! لا , فهذي و تلك تأتي و تمضي كذويها , وأيّ شيء يؤبد ؟ أيّها المزدهي إذا مسّك السقم ألا تشتكي ؟ ألا تتنهد ؟ و إذا راعك الحبيب بهجر ودعتك الذكرى ألا تتوحّد ؟ أنت مثلي يبش وجهك للنعمى و في حالة المصيبة يكمد أدموعي خلّ و دمعك شهد ؟ و بكائي ذلّ و نوحك سؤدد ؟ وابتسامتي السراب لا ريّ فيه ؟ و ابتسامتك اللآلي الخرّد ؟ فلكٌ واحدٌ يظلّ كلينا حار طرفي به و طرفك أرمد قمر واحد يطلّ علينا و على الكوخ و البناء الموطّد إن يكن مشرقا لعينيك , إنّي لا أراه من كوّة الكوخ أسود ألنجوم التي تراها أراها حين تخفى و عندما تتوقّد لست أدنى على غناك إليها و أنا مع خصاصتي لست أبعد أنت مثلي من الثرى و إليه فلماذا ، يا صاحبي التيه و الصّد ؟ كنت طفلا إذ كنت طفلا و تغدو حين أغدو شيخا كبيرا أدرد لست أدري من أين جئت و لا ما كنت ،أو ما أكون يا صاح في غد أفتدري ؟ إذن فخبّر و إلاّ فلماذا تظنّ أنّك أوحد ؟ ألك القصر دونه الحرس الشاكي و من حوله الجدار المشيّد فامنع اللّيل أن يمدّ رواقا فوقه ، و الضباب أن يتبلّد وانظر النور كيف يدخل لا يطلب أذنا ، فما له يطرد ؟ مرقد واحد نصيبك منه أفتدري كم فيك للذرّ مرقد ؟ ذدتني عنه ، و العواصف تعدو في طلابي ، و الجوّ أقتم أربد بينما الكلب واجد مأوى و طعاما ، و الهرّ كالكلب يرفد فسمعت الحياة تضحك منّي أترجى ، ومنك تأبى و تجحد ألك الروضة الجميلة فيها الماء و الطير و الأزاهر و النّد ؟ فازجر الريح أن تهزّ و تلوي شجر الروض – إنّه يتأوّد والجم الماء في الغدير و مُرهُ لا يصفق إلاّ و أنت بمشهد إنّ طير الأراك ليس يبالي أنت أصغيت أم أنا إن غرّد والأزاهير ليس تسخر من فقري ، و لا فيك للغنى تتودّد ألك النهر ؟ إنّه للنسيم الرطب درب و للعصافير مورد و هو للشهب تستحمّ به في الصيف ليلا كأنّها تتبرّد تدعيه فهل بأمرك يجري في عروق الأشجار أو يتجعّد ؟ كان من قبل أن تجيء و تمضي و هو باق في الأرض للجزر و المد ألك الحقل ؟ هذه النحل تجني الشهد من زهرة و لا تتردّد و أرى للنمل ملكا كبيرا قد بنته بالكدح فيه و بالكد أنت في شرعها دخيل على الحقل و لصّ جنى عليها فأفسد لو ملكت الحقول في الأرض طرّا لم تكن من فراشة الحقل أسعد أجميل ؟ ما أنت أبهى من الوردة ذات الشذى و لا أنت أجود أم عزيز ؟ و للبعوضة من خدّيك قوت و في يديك المهند أم غنيّ ؟ هيهات تختال لولا دودة القز بالحباء المبجد أم قويّ ؟ إذن مر النوم إذ يغشاك و الليل عن جفونك يرتد وامنع الشيب أن يلمّ بفوديك و مر النضارة تلبث في الخد أعليم ؟ فما الخيال الذي يطرق ليلا ؟ في أيّ دنيا يولّد ؟ ما الحياة التي تبين و تخفى ؟ ما الزمان الذي يذمّ و يحمد ؟ أيّها الطين لست أنقى و أسمى من تراب تدوس أو تتوسّد إنّ قصرا سمكته سوف يندكّ ، و ثوبا حبكته سوف ينقد لايكن للخصام قلبك مأوى إنّ قلبي للحبّ أصبح معبد أنا أولى بالحب منك و أحرى من كساء يبلى و مال ينفد دمتم في حفظ الرحمن أكثر... |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
المجر تمدد الطوارئ لمواجهة الطين السام | RSS | المجاوشي للأخبار العامه والسياسية والرياضية | 0 | 10-16-2010 11:14 PM |
ضخ الطين في محاولة جديدة لوقف التسرب النفطي بخليج المكسيك | RSS | المجاوشي للأخبار العامه والسياسية والرياضية | 0 | 05-27-2010 02:34 PM |
هل تكسر بيوت الطين حصار غزة؟ | المجاوشي | المجاوشي للأخبار العامه والسياسية والرياضية | 0 | 07-21-2009 03:09 PM |
الحكومة المقالة تتجه لخيار الطين لإعمار غزة | المجاوشي | المجاوشي للأخبار العامه والسياسية والرياضية | 0 | 05-09-2009 11:46 PM |
مواقد الكيروسين وأفران الطين بدائل الغزيين لمواجهة الحصار | المجاوشي | المجاوشي للأخبار العامه والسياسية والرياضية | 0 | 11-24-2008 09:23 PM |
|