حضارات

حضارات


..........

تتغير الحضارات ومغيروا الحضارات لا يتغيرون ، و تتعدد العصور ومعاصري العصور لا يتعددون ,, فالناس هم الناس ناقمون على من سبقوهم .. ناقمون على من لحقوهم .. معتزون بأنفسهم وفخورون بأعمالهم في كل الاحوال..

الناس في كل عصر يخيل اليهم أنهم وصلوا بالحضارة الى القمة ثم يأتي احفادهم بحضارة اخرى تصعد فوق القمة وتخلق قمة أخرى .. وما كان قمة في حضارة الاجداد يصبح قاعا في حضارة الاحفاد .. فمن طاورا باجنحة الطيور ظنوا ان الحضارة ريش .. ومن شقوا الفضاء ظنوا ان الحضارة طائرات . وكان أهل الريش يعتزون بريشهم كما يعتز اهل الطائرات بطائراتهم ..

وهذا هو الانسان منذ بداية الخلق في حالة صعود مستمر على سلم الحضارات ، وكلما زاد صعودا كلما ظن أن الارض أصغر وأن السماء أقرب .. وعند النهاية لن يجد الا الفضاء ولن يرى ارضا ولا سماء .. ويعود الإنسان مرة اخرى الى آتون البداية . ويعود الى جسده العارى الذي كساه جينزا والى فطرته الصادقة التى لوثها كذبا .. وتعود الحضارة معه في اتجاه عكسي حيث البساطة والطبيعة والفطرة .

وإن كانت الحضارة في زمننا هذا قادرة على تطويع الطبيعة وفرض اسلوبها على الكون بقدرة البشر .. فإن صرخة الطبيعة تنتظر قدرة خالق البشر ، وعندها سيكون الجزاء من نفس العمل ..

.....

بقلمي


.........


.....

أكثر...