بالصور تشابك بالايدي بين اعضاء مجلس الامة الكويتي السنة والشيعة

كتب محمد السلمان ومحمد الخالدي وأسامة القطري وأحمد الشمري وجراح المطيري وعبدالله الهاجري:




سجل مجلس الامة امس سابقة خطيرة في عمر الحياة البرلمانية في البلاد وانحرف نواب عن ادائهم ومناقشاتهم لـ«يفقدوا العَقل ويستخدموا العُقل» محولين جلسة المجلس الى جلسة مصارعة بامتياز وازكمت رائحة الطائفية والاصطفاف المذهبي انوف من حضر الجلسة، وامتدت المعركة من قاعة المجلس الى استراحة النواب قبل ان يقرر رئيس المجلس تعطيل الجلسات حتى نهاية الشهر الجاري و احالة ما حدث لمكتب المجلس للتحقيق فيه واتخاذ الاجراء اللازم.
وقد بدأت الشرارة الاولى لما حدث من معركة الضرب بالعُقل والبوكسات واللكم والشتائم، خلال حديث النائب حسين القلاف الذي وصف الموقوفين في غوانتانامو الذين فتح المجلس نقاشا في وضعهم بانهم ارهابيون وينتمون للقاعدة، وقال ان الذين تم الافراج عنهم من معتقلي غوانتانامو ثلاثة احدهم ذهب الى اليمن والاخر للعراق والثالث الى افغانستان وهذه قضية ارهاب.
وقد اغضب حديث القلاف النائب محمد هايف الذي طالب الرئيس عبدالله الرومي بايقاف القلاف عن الكلام وقطع الميكروفون عنه، غير ان القلاف استمر في الحديث ولم يمنعه الرومي فقال «هذيلا يدافعون عن الارهابيين».
فقاطعه هايف بالقول «هل هو محام لأمريكا حتى يدافع عنها.. لن نسمح له بالحديث بهذه الطريقة.. وهنا يتعالى صوت النائبين الحربش والطبطبائي في القاعة «الأخ الرئيس ما يجوز يتكلم جذي اشلون يوصف عيالنا بالإرهابيين لن نسمح له» ورد عليهما القلاف «مشكلتنا الجرأة التي نراها من هذيلا.. يدافعون عن الإرهاب ولا يستحون».. وعقب الحربش والطبطبائي استح على وجهك ولا تتكلم بهذه الطريقة.. ويصرخ هايف اقطع عنه الميكرفون.. ويكمل القلاف موجها كلامه للطبطبائي هذا سكرتيره من القاعدة».. ويرد عليه هايف تأدب واحترام نفسك.. كما يتدخل النائب فلاح الصواغ فازعاً عيب عليك استح على وجهك ما يجوز تقول مثل هذا الكلام.
وهنا تتعالى أصوات رافضة لحديث القلاف من النواب: الحربش والطبطبائي وهايف والوعلان والنملان والمويزري وزنيفر وفي المقابل ترتفع أصوات مؤيده للقلاف من النائبين المطوع ومعصومة واللذين اطلقا كلمات منها «عيب عليكم خلوه يكمل»، وقد اخطر رئيس الجلسة عبدالله الرومي رفع الجلسة لضبط النظام، لكن وتيرة الصراخ ارتفعت وتبادل النواب فواصل من الشتائم وسط انفعال وحماس شديد ليتدافع نواب نحو آخرين ويدخلون في معركة ضرب ولكم وبوكسات واستخدمت فيها العقل والايدي فيما كان القلاف يلوح بالعصا التي كانت بيده، وفي أثناء ذلك تطور الوضع وحاول النائب النملان الفزعة بالوصول إلى النائب المطوع إلا أن عدداً من النواب قاموا «بمسكه» ويوجه المطوع كلامه للنملان قائلاً: «مو انت اللي تهددني»، ويرد النملان حسب ما سمعه من كانوا في القاعة بعبارات نابية سمع منها «أنت نسر انت»(…….) انت ساقط موجهاً كلامه للقلاف، وفي هذه الاثناء اندفع النائب الحربش نحو القلاف ورغم محاولات الصرعاوي ثنيه تحرك القلاف لمواجهة الحربش وتبادل الاثنان الشتائم.
ويرفع القلاف العصا باتجاه الحربش قاصداً ضربه الا ان الحريتي جال بينهما لينبري احد الحضور من الجمهور في القاعة والذين قفزت مجموعة منهم الى القاعة ويوجه كلاماً قاسياً وبذيئاً للقلاف «يا حيوان كل تبن لا تغلط على ابو عبدالله «الحربش»، وقد تدخل حرس المجلس واخرجوا المواطن من القاعة، وفي هذه الاثناء اندفع الحربش ناحية القلاف وتماسكا بالايدي واسقط القلاف ارضا وكسرت عصاه نصفين، ثم انهال الحربش على القلاف ضربا بالعقال ورفسا بالارجل.. وفي الجانب الآخر تقدم النملان وسدد لكمة للنائب المطوع فطرحه ارضا وانهال عليه ضرباً بالعقال واللكمات وتقدم معه النائب الصواغ وهو يصرخ «السيد والمطوع.. وصخ»، في الجانب الآخر استمر الضرب بين الحربش والقلاف ومعهما الطبطبائي، فيما جرت محاولات يائسة من النواب جوهر وعبدالصمد وعاشور والحريتي وزنيفر والوزير العفاسي للتفريق بينهما وفض النزاع، وتواصل الاشتباك والضرب بين النملان والصواغ والمطوع بالعقل والرفسات واللكمات، وبعد تدخل حرس المجلس تم اقتياد القلاف خارج القاعة ثم جرى فض الشجار، الذي كاد ان يتجدد في استراحة النواب ويتطور الى الضرب بالأيدي.
وقد رفع الرئيس الجلسة وعطل الجلسات حتى 31 الجاري قائلاً بعد عقد الجلسة مجددا ابدي نيابة عن نفسي وعن جميع الاعضاء اسفي الشديد لما حصل في مجلسنا اليوم وهذا الحدث لم يحصل منذ تأسيس المجلس، وهذا التصرف مشين ولا يمثلنا ولا يمثل المجلس لذلك سأرفع الجلسة حتى 31 الجاري وسأحيل الأمر الى مكتب المجلس للتحقيق فيه واتخاذ الاجراء اللازم.
ولاحقاً اعرب الخرافي عن ألمه لما حصل في جلسة المجلس مؤكداً في الوقت ذاته ثقته في حكمة زملائه النواب، وحرصهم على تجاوز هذه الاحداث المؤسفة.
واضاف «نتطلع الى ان تسود روح الألفة والمودة بين اعضاء المجلس وان نتجاوز تداعيات ما حصل قبل جلسة المجلس المقررة نهاية الجاري»، مشددا على الاتعاظ والاعتبار من هذه الاحداث كي لا تتكرر واكراما للشعب الكويتي الذي منحنا الثقة وللمؤسسة التشريعية.
وكشف الخرافي عن ان مكتب مجلس الامة سيدرس بناء على طلب من بعض الاعضاء موضوع تطبيق المادة 106 من الدستور التي تنص على ان لسمو الأمير ان يؤجل بمرسوم اجتماع مجلس الامة لمدة لا تتجاوز شهرا.
واستنكر مكتب المجلس في بيان له ما شهدته الجلسة وناشد الاعضاء مراعاة نصوص اللائحة في الحفاظ على النظام وعدم استخدام عبارات غير لائقة او فيها مساس بكرامات الناس.
ومن جانبه اعرب سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد عن اسفه الشديد لما شهدته جلسة المجلس من احداث جراء اختلاف وجهات النظر بين الاخوة النواب، مؤكدا ثقته التامة بما يوليه رئيس المجلس جاسم الخرافي من اهتمام وحرص بالغين لمعالجة الحدث بحكمته المعهودة لإعادة الوئام بين الاخوة النواب والحرص على نبذ الخلافات وتغليب الوحدة الوطنية على ما عداها حفاظا وصيانة لوطننا الغالي.
وتمنى وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء علي الراشد ان ينتهي ما حصل «اليوم.. اليوم» وان نتجاوز ذلك.. ونحن جميعا مستاؤون ونأمل التأكيد على سمة أهل الكويت وان يضع النواب مصلحة الكويت فوق كل اعتبار.
وابدى النائب روضان الروضان تمنياته من صاحب القرار سمو الأمير تفعيل نص المادة 106 بتعليق جلسات المجلس لمدة شهر لتتصافى النفوس، معتبرا ما حدث امراً مشيناً.
واعلن النائب عدنان المطوع انه سيلجأ الى القضاء ليأخذ حقه من النواب والسكرتارية والجمهور الذين اعتدوا عليه بالضرب وانه كلف محاميه تسجيل قضية في المخفر ضد النواب النملان والصواغ والوعلان وبقية النواب والاشخاص الذين قفزوا الى القائمة، مشيرا الى ان لديه تقريرا طبيا من المستشفى الاميري يبين اصابته بكسر في اصبع اليد اليسرى وكدمات في الوجه والجسم وضربات على الرأس وجرح قطعي تحت العين اليسرى.
وقال النائب د. وليد الطبطبائي انه لم يكن بودنا ان يحصل ما حصل، مشيرا الى ان تهجم القلاف على المحتجزين الكويتيين في غوانتانامو اشعل الجلسة وان القلاف يمثل نفسه ولا يمثل الطائفة التي نحترمها.
وذكر فلاح الصواغ ان القلاف له اكثر من عامين وهو يتهجم ويسب ويشتم اخوانه في المجلس ثم يرفع عصاته في احدى القنوات ويقول هذه أؤدب بها التكفيريين، كما استهزأ القلاف بالنواب، وقال مبارك الوعلان ان ما حدث حصل امام الجميع من كلمات بذيئة وطعن وتجريح وهذا لا يجوز ان يكون اسلوبا للتعبير عن الرأي.
واعتبر حسن جوهر ما حصل في جلسة المجلس حدثا مؤسفا بكل ما تحمله الكلمة من معان، داعيا لتفويت الفرصة عن كل من يريد استغلال هذا الموضوع والتصيد لضرب الوحدة الوطنية.
ودعت رولا دشتي الى ضرورة لم الشمل وتوحيد الصف والكلمة لمواجهة ما حدث ومنع الاضرار بأسس الممارسة الديموقراطية.
وقال جمعان الحربش مخاطباً الخرافي «ماقواهم إلا ادارتك السيئة.. فأنت تسمح لهم بالكلام ولاتمنعهم.. احنا ارهابيون.. بكل اسف قالوا نائب شريف يدافع عن الحق».
وذكرت مصادر قريبة من النائب القلاف انه سيرفع كتابا يرفض فيه استخدام الضرب والعنف في الرد على الرأي الآخر، لافتاً الى ان القلاف يرى ان هؤلاء لم يستطيعوا تقبل الرأي فلجأوا الى العنف وضرب زملائهم النواب وشتمهم وانه لابد من قرار لوقف هذه التصرفات تحت قبة البرلمان.
وعلى مكتب المجلس اتخاذ قرار تأديبي ضد من استخدموا الضرب والعنف ضد زملائهم النواب.
أعرب النائب سعدون حماد العتيبي عن استنكاره واسفه لما حصل في جلسة مجلس الامة من مشادات غريبة ومستهجنة وبعيدة كل البعد عن اخلاقيات المجتمع الكويتي متمنياً ان يكون حدثا استثنائياً لن يتكرر مرة اخرى في الحياة الديموقراطية في البلاد.
وقال حماد في تصريح صحافي انا نقدر ونثمن جهود رئيس مجلس الامة جاسم الخرافي لرأب الصدع وحل الخلاف النيابي لما عرف عنه من حكمة وحنكة حيث كانت له سوابق كثيرة في حل الازمات ونتمنى له التوفيق في انهاء هذا الخلاف قبل الجلسة القادمة.

المصدر جريدة الوطن الكويتية

جـــريدة الوطـــن الإلكترونية

الصور المرفقة 116678_o.jpg (342.3 كيلوبايت)







أكثر...