سيارة فلسطينية تدخل سباق عالمي

رفح- صفا

أنجز عدد من طلاب قسم الهندسة الإلكترونية بكلية تدريب خان يونس التابعة للأونروا صناعة سيارة سباق بمواصفات عالمية رغم الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة تحمل اسم فورميلا الفلسطينية "Palestinian Formala".



وحازت السيارة التي تميزت بدقة تصميمها وشكلها المنساب إعجاب العشرات من طلاب الكلية والإعلاميين والضيوف الذي قدموا لحضور حفل الانتهاء من صناعتها وتصميمها الأربعاء بمقر الكلية.



المشرف على مشروع سيارة الفورميلا م. زياد النملة قال لوكالة "صفا": إن "هذا الإنجاز تتويج لعامين من العمل الدؤوب، من 11 طالبًا وطالبة وثلاثة مهندسين".



وأشار النملة إلى أن هدف المشروع الأساس إبراز القدرات والإبداعات والمواهب لدى الشاب الفلسطيني، والفورميلا الفلسطينية" ترجمة لما يدرسه ويتعلمه الطالب عمليًا ونظريًا على مدار عامين بالكلية.






وأوضح أنهم واجهوا تحديات وصعوبات جمة حتى أبصرت السيارة النور، حيث كان التحدي الأول هو إعداد الطالب ليُصبح قادرًا على العمل بصناعة السيارة والتي تعد بمثابة مشروع تخرج، والتحدي الثاني كيف تُصبح هذه السيارة بالمواصفات العالمية التي توجب علينا دخول المسابقة.


ولفت إلى أن التحدي الأكبر كان في جلب قطع السيارة من الخارج، لأن قطع سيارة السباق لا تتوفر إلا في شركات عالمية متخصصة بصناعة قطع سيارات السباق، موضحًا أن هذه القطع وصلت إلى دولة الاحتلال التي رفضت إدخالها لغزة رغم كل المحاولات التي قامت بها (الأونروا).



وتايع "بعد منع قطع السيارة من الدخول لم نيأس، بل قمنا بصناعة غالبية معدات السيارة داخل ورشة العمل بالكلية على يد الطلبة، ووصلت كفاءتها بعد تجريبها نحو 95% من كفاءة القطع الأصلية.



وبّين النملة أن أحد أهم التحديات التي كانت تراودهم في بادية المشروع هي المنافسة والدخول بالمسابقة بغض النظر عن الفوز الذي نثق فيه، لكن أصبح التحدي الآخر لدينا بعد منع قطع السيارة من الدخول واعتمادنا على أنفسنا وقدرانا هو "التغلب على الإعاقات والقدرة على تصنيع السيارة وانجاز المشروع".



وأوضح أنهم التزموا خلال صناعة السيارة بالمواصفات التي يجب توافرها لدخول المسابقة التي تقام سنويًا ببريطانيا، مشيرًا إلى أنهم وضعوا للسيارة محركًا من صناعة شركة "هيونداي" ومواصفاته أنه لا يتعدى "600 CC "، تسير ما بين "200.260 كم" في الساعة وعلى أرض ملساء كالتي تتوفر في أرضيات السباقات العالمية".



وقال النملة: هذا نجاح لكل فلسطين، وأتمنى أن تحظى فلسطين بمرتبة متميزة بالمسابقة –تقام ببريطانيا الشهر المقبل- كونها تشارك لأول مرة فيها.



بدوره بّين الطالب والمشرف التقني على المشروع درويش مطر لوكالة "صفا" أن دوره تمثل بالإشراف التقني على الشباب أثناء الصناعة، وأي صعوبات يواجههوها خلال العمل، كونه أكثرهم خبرة، بعد مشاركته في صناعة سيارة سباق بنفس الكلية قبل عامين ونصف تقريبًا لم تدخل أي سباق عالمي.



ونوه إلى أنهم واجهوا صعوبات كبيرة كان السبب الرئيس خلفها هو الحصار، مضيفًا "كان عملنا بالسيارة يدوي بالدرجة الأولى، بعدما طلبنا قطع من الخارج ورفضت إسرائيل إدخالها، وبالتالي تمكنا من توفير بدائل واستغلينا كافة الطاقات والإمكانيات والأدوات الموجودة واستخدمناها بالصناعة ونجحنا".



ولفت مطر إلى أن أنظمة العمل بالسيارة كانت تقوم على تقسيم الطلاب لأقسام كل قسم يقوم بمهمة معينة، ومن بين هذه الأقسام "قسم التعليق، قسم قطار القوة، قسم الشصي، قسم البريك والمحرك ..الخ"، وجميع هذه الأقسام كانت تعمل بروح الفريق وتكمل بعضها البعض.



ومواصفة السيارة "محرك (600cm3 )، وزن لا يزيد عن (300 كم)، نقل المحرك عن طريق (chnin)، نوع المحرك ( hinda600fui)، توجد بها (6 غيارات)، سرعتها ما بين (200.260كم) بالساعة".



وعبر مطر عن سعادته الكبيرة لإنجازه هذه السيارة رغم قلة الإمكانيات كونها تصنع على يد شباب فلسطيني طموح ومُبدع، داعيًا الشباب الفلسطيني على مواصلة الطريق بهذا المجال لكي نسبت للعالم أجمع بأننا نتمتلك قدرات ومواهب رغم الحصار وقلة الإمكانات.



من جانبه، أكد عميد الكلية غسان أبو عرف لوكالة "صفا" أن إنجاز هؤلاء الطلبة يقول للعالم أعطونا فرصة فقد كان الهاجس الذي يراودنا جميعًا هو كيف يمكننا أن ننجز هذه السيارة في ظل هذا الوضع (...) نحتاج لنظام يستوعب الشباب ويعطوه فرصة فقط!".



وتابع "هذه رسالة للعالم بأننا قادرين على عمل أي شيء لكن أمنحونا فرصة وأتيحوا لنا المجال"، مُبينًا أن تكلفة صناعة السيارة بلغت نحو 20 ألف دولار.



وأعرب أبو عرف عن أمله بسماح السلطات المصرية لـ16 فلسطينيًا هم طاقم صناعة السيارة بمغادرة القطاع عبر معبر رفح برفقة السيارة للمشاركة في المسابقة التي يحضرها 130 فريقا من 30 دولة.



وأضافت "لم نحصل على تنسيق بعد للسفر رغم قرب المشاركة بالمسابقة وهي الـ 13من الشهر القادم"، لافتًا إلى فلسطين تعتبر ثاني دولة عربية تشارك في هذه المسابقة الدولية بعد جامعة حلوان بمصر.

أكثر...