صلاة الفجر تثور على حكام العرب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بادئ ذي بدء , اهنئكم بقدوم شهر رمضان المبارك الذي اجتمعنا على البدء به في جميع دولنا العربية ولله الحمد , وأهنئ نفسي وأهنئكم بهذه الصحوة الأسلامية الداخلية في نفس كل مسلم قد تعاهد بأداء الصيام على أكمل وجه.

أما بعد , فلعل جلنا يعلم ما أهمية صلاة الفجر والموظبة عليها , و أفضلها بأدائها في المساجد , والمحافظة عليه , على الرغم من صعوبتها عند البعض , وراحة البعض لها , فهي مثلت الشغل الشاغل للحكام العرب , ليس كلهم ولكن غلبت عليهم هذه الظاهرة.

تونس

في هذا البلد الاسلامي الجميل , بلاد جامع الزيتونة منارة العلم ومهد الشيوخ وعلماء المنطقة الشمال أفريقية , كانت تنير بالاسلام وتوحيد الله جل وعز في ركن أفريقيا ووسطها , حتى جاء الاستعمار الفرنسي وبدأ يشتت هذا الضوء الكثيف الذي ما انفك نوره يشع بين حين وأخرى.
منذ زمن ليس بالبعيد ظهر في هذا البلد من يقمع مصدر هذا الضوء والانارة , فبدأ به من بدأ حتى اتاه شخص سمي بعكس ما فعل , فسمي زين العابدين , ولكنه لم يكن للعابدين زيناً بل كان وبالاً , فعلم انه من يحافظ على صلاة الصبح يكون له وقاية من الله جل وعز , وعصمة من الشيطان لعنه الله , فلم يكف عن محاربة الدين بنزع الحجاب , وفتح الملاهي وبيوت المنكرات , بل وصل به الحال بأن يراقب بل ويقبض ويسجن من كان يحافظ على صلاة الصبح , فكان هاجسه الصبح , وكانت كل مخاوفه تندلع عند كل أذان لصلاة الفجر , فحتى أشرق فجرٌ جديد في تونس , فجر مليء بالايمان وتوحيد الله جل وعز , فأنتشر مصلوا صلاة الصبح في كل مكان , حتى أتى ذاك الصبح الذي غير مجرى تاريخ تونس , فذهب شين العابدين بشائنته , وترك المصلون يصعدون على المنابر ويوعون الناس بفضائل صلاة الصبح.

مصر

مهد الحظارات , أم الدنيا , منارة العلم , جامع الازهر , كل هذا ينطبق على بلد واحد هو مصر , فما لبثت مصر بالنهوض بقيم الاسلام , والمحافظة عليها , فقد كانت عصية على كل من كان يريد بها هلاكا , فلم يكف الاستعمار عن كف نور منارة الزيتونة حتى بدأت محاولاته الفاشلة نوعا ما , والناجحة جزئيا في تشتيت أضواء نور الأزهر , حتى ان وصل به التشكيك والتهويل في كل ما يخرج من هذا الجامع العريق.

وليس ببعيد يظهر بها من كان لأسمه فعل لا وقع له على نفسه , فكان اسمه مبارك ,ولا أدري من اين له المباركة هذه , فبدأ بمتمويه جيل من الشباب بالاغاني وتشتيته بالمروجات , حتى يغيب عنه اداء واجباته إتجاه خالقه جل وعز , فكان التقاعص في أداء صلاة الفجر على وقتها , وهذا ما كان يفرحه , حتى بدأ يستهدف الفئات التي لازالت تحافظ على صلاة الفجر , بزجها في السجون , وتحريض الناس عليها بأنهم مخربون , حتى وصل به بأن يدس السم بين ظائف الغير مسلمين بأن يرهبهم من المسليمن , وسماهم بالمتشددون, ولم يغب هذا عن شباب مصر إذا نهض من غيبوبته فأدرك ان صلاة الصبح له منقذا , فأقامها , وفي والفجر , أقام طاغيتها من على كرسيه , فهنيئا لكل من صلى الصبح


ليبيا

بلاد حفاظ القرآن الكريم , بلاد المجاهدين , بلد الطيوب , فما ان تسمع هذه العبارة من شخص ما حتى تدرك انه يتكلم عن بلد , يعم فيه الاسلام ويتيدين به , لعله لم تكن له منارات , ولكنه أكثر حظا بأن يكون بين منارتي علم هما الزيتون والازهر , وأيضا كما يقول لولا أجدابيا لما كانت القاهرة , فهذا الترابط بين المدن ماهو إلاإمتداد لترابط الاخوة , فعلم المستعمر ان هذا الترابط هو من يجعل الضوء يشع في ارجاء هذا القرن الافريقي , فبدأ بتفكيك هذا النور , وبدأ يشتته , فأنسى الناس في بعض عباداتهم , حتى اصبحوا كالمغشي عليهم.

لم ينفك الامر بالتصاعد حتى بعد خروج المستعمر , فجاء من دمر وحدتهم بعكس اسمه الذي ينادي به بأنه معمر , فأدرك في نفسه المخطئة للإدراك بأن الخطورة تأني من المساجد , فجعل بها عيونا له ترصد , وأيدي له تبطش , فلم يكف عن هذا , حتى بدأ بتهديد كل من يصلى الفجر في وقته ,. بل سجن منهم من سجن , وقتل منهم من قتل , و أباح للشباب المخدرات والمسكرات , فأنساهم دينهم , ولكن الغفوة لم تستمر حتى عمت صحوة الشباب البلاد , فحافظوا على صلاة الفجر , وبدأت المساجد بالزحام في الفجر , حتى جاء فجر لم يكن ببال هذا المدمر , إذ نادى فيه المنادى ان حي على الفلاح , فهبت جموع الشباب بأن تدمر له كرسيا ظن انه سوف يدوم له , فهنيأ لمن لبى نداء منادي الفجر


........................................ ......

هذه عن البلدان التي أعرفها

ومن كان له غيرها فليخبرنا بها

........................................ ....

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أكثر...