مقال : متمردين من بريدة

المتمردين من بريدة

أينما برق أسمها برق متمرداً . . فهكذا عرفنا طريق الجحيم " بريدة "
التقي دوماً باروحاً من الجحيم ونتناول الحديث ويحدث احياناً ان ترطشني بصهيراً يتناقط منها ، حال ما تبداء ارواح نجد بالحديث ، التفت حولي هل من سخط قادم ، فتخبرني الأرواح بأنني جبان ولن أحقق مراد الفلسفة مالم اتصدى لسراب الخوف من الجحيم ، أصارع كركبة أفكاري ، وأذهب معهم حيثما ارادوا شرط ان أعود حالما اردت .

على الطريق يتغنى احدهم في طماس الليل وبريق صهير الجحيم الذي يتناقط منه قائلا " يارب الأرباب اعبث فأني ملاقيك " وآخرون يقرعون كؤسهم ، اعجب لهم مالهم في الجحيم ويقذفون ويصب عليهم من صهيراً اليم ، وهم انفسهم ما زالوا يسرحون .

توقفنا فجاءة عند كهف مهجور لن اراه لولا شعاع صهيرهم ، فألححت على نفسي أن تدخله وتتفكر في صنع " الله " قد تراى ما يُصمد إيمانها . .

في الكهف بضع من الاوراق يرونها ، وأرها أوراق مكدسات لمحت عملات نقدية متناثره عجباً لها سرفاً .. فركعت لها لاقطاً ، ضحكت الأرواح فجلب لي احدهم احد العملات وإلا بصورة السماء في وجهها ، والففتها لعلي أتعرف على إنتمائها فوجدت جحيم الارض صوُر في الناحية الثانية ، تعجبت لهذا المزج ، نعيم السماء وجحيم الارض في وجهاً لعملة واحدة !

أتسأل اين نحن ذاهبون ولكنني لا أجروا على السؤال ، فجاءة وعند لافته ملطوش عليها بصهير الجحيم " بريدة للخلف 500 كيلو ، الجحيم إلى الامام " وجدت نفسي وحيداً مرتعش من مفاد صهير هذه اللوحة و بقية رفقتي صامدين وكأنهم ذاهبون إلى ملاذ امن ، تلاقطت أنفاسي مرتعباً ولا اريد ان يشعر بي احد ، أخاف ان أجر للجحيم مكبوباً على وجهي .

يتقارعون الكؤس ويتهامسون بينهم ضاحكين ، وكأن هناك ماينتظرني من دهش أليم ، توقفنا على ناحية الطريق وجلب لنا احدهم بساطاً واخرجوا لي من تلك الخزائن التي يتجالبونها معهم شيئاً ظننته طين او عجين " كليجة " ابتلعه من شدة الجوع وكأنه طعام غسلين .

أخذ احدهم يتغنى والآخر اخرج لنا كتب بينات يتلوا علينا منها أية ملحدات ، لا احد يناقش وكأنه وحياً عليم . . يقول احدهم " وقد اتصف الغربيون الذين جاؤا بالمخترعات التي نحيا بها هذه الحياة على حسابها بمعين من هذا الإيمان بالطبيعة ! ... وإن أولئك - المتدينين - يريدون كل شيء من السماء . . عبد الله القصيمي " .

وختمت الجلسة بتلاوة اية من كتاب الوجة الاخر تقول " إن الإنسان المثل الذي يجب أن يكون هو زنديق العقل قديس النفس والأخلاق ، هو العاصي المتمرد المحارب بتفكيره " تلاوة فضيلة عبد الله القصيمي .

فلملوا الفناجين بعد ان ابتلعوا العجين والقوا ايةً من ذكراً عقيم ، فسرنا سائرين حسبت اننا ذاهبين إلى جحيم ، وفجأه وصلنا إلى بلاد النعيم فتضاحكوا مستبشرين وقالوا كنا في هجرة من بلاد الجحيم . . وأشار احدهم تجاه بريدة وقال نحن المؤمنون وأولائك هم الملحدون .




طارق بن سمير بن بلال

المصدر







أكثر...