|
#1
|
||||
|
||||
|
صالح السليمان : إنها والله لكارثة ! إنها والله لكارثة , إنها والله لكارثة , إنها والله لكارثة , ولا نقول إلا لاحول ولا قوة إلا بالله . اتصل بي اليوم احد أخوتي وهو من الثوار الذين قاتلوا على اكثر من جبهة , كان يبكي مقهور , اكثر من بكاءه حزنا . أخذت أطيب خاطره وأهدأه , سألته أن يحكي لي ما حدث , ولماذا هذا القهر و الحزن . قال :- كان أخي الصغير ذو الأربعة عشر عاما , يجلس مع أمي وأبي في حديقة صغيرة في منزلنا , كانوا يسمعون بالقرب منهم أصوات إطلاق نار , يعلمون أن في الجوار عائلة عاد ابنها إلى ليبيا بعد تغرب دام اكثر من اثنا عشر سنة بسبب معارضته لنظام الطاغية , كانوا فرحين بعودته بفضل الله ثم بفضل ثورة الفرسان ثورة 17 فبراير , لم يهتم أبي ولا أمي , فالحمد لله كان عدونا قد دحر ولا يوجد لا طابور خامس ولا سادس في منطقتنا , ولكن .... فجأة سقط أخي بين أمي وأبي . والدم ينزف من رأسه . ونصف رأسه الأيمن مهشم تماما , صرخت أمي وذهل أبي , لا يعرفون ماذا جرى . أسرعوا به إلى المستشفى , ولكنه الأجل المحتوم . مات أخي بين أحضان أمي وأبي , وأمي الآن لا تتكلم وأبي صامت كشجرة جفت وتساقطت أوراقها , فابنهما الصغير مات بين يديهما , فجأة وفي لحظة عائلية , سقط , سقت دماءه البساط الذي كانا قبل لحظات يضحكان سويا عليه , من اجل ماذا مات ؟ لو كان أخي مات في الجبهة شهيدا , يقاتل الظلم والظالم , لكنت سعيدا , لربما زغردت أمي وفرح أبي , فسيكون أخي شفيعهما يوم القيامة , ولكنه مات وهو في ذات الحضن الذي أنجبه , مات بدون ادني ذنب , مات لأن شخصا فرح بعودة ابنه . مات لأن إنسان لم يقدر قيمة السلاح الذي يحمله , والرصاصة التي يطلقها , يا الهي , هل يفرحون هم بعودة ابنهم وتبكي أمي لفراق ولدها ؟ لا اطلب ثأرا , ولا اطلب دم أخي , وحتى إن أردت أن افعل , فمن من ؟ الذين أطلقوا الرصاص بالعشرات , بعضهم قاتل إلى جانبي وحمى ظهري , لم استطع أن أرد عليه , فالفاجعة كانت اكبر من الكلمات , ومثل هذا الألم لا تسكنه الكلمات , أتمنى أن يجرم كل من يحمل السلاح داخل المدن والأحياء , ويجرم كل من يطلق رصاصة في غير موضعها , فالمدن ليست ميدانا للرماية , ولا أقول لصاحبي إلا , اكثر من الدعاء والاستغفار , ولا تنسى أن هناك ميزان عدل , ومن قتل أخيك سيلاقي جزاءه العادل , فهو والله اقرب إلى قتل العمد منه إلى القتل الخطأ , فمن أطلق الرصاص يعلم انه قاتل , ويعلم أنها مدينة ويعلم أنها قد تصيب أنسانا , ومع ذلك أطلقها . فليتحمل وزرها , فليتحمل ورز قتل مسلم امن في حضن أمه وأبيه , وليتحمل بكاء أم فجعت بابنها أمام أعينها , وبأب شيخ أصيب قتل ابنه فجأة بين ناظريه , انه والله لأثم كبير وحمل ثقيل يحمله كل من أطلق رصاصة . وما ربك بظلام للعبيد إنها والله لكارثة , إنها والله لكارثة , إنها والله لكارثة ولا حول ولا قوة إلا بالله صالح بن عبدالله السليمان كاتب مسلم عربي سعودي أكثر... |
| مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
المواضيع المتشابهه
|
||||
| الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
| الزراعة الفلسطينية عرضة لكارثة | RSS | المجاوشي للأخبار العامه والسياسية والرياضية | 0 | 06-11-2011 09:30 PM |
| مشكلة والله انقهرت منها ساعدوني يا شباب | RSS | Arabic Rss | 0 | 05-30-2011 12:21 PM |
| الجهآآز فيه تعليقآآت والله حيرني والله صرت ملموخ تكفوون في اقرب وقت | RSS | Arabic Rss | 0 | 01-18-2011 01:24 AM |
| برنامج اكثر من رائع للقران الكريم والترجمة والله والله لقيتة فمنتدى اجنبى واستغربت | RSS | Arabic Rss | 0 | 04-05-2010 07:36 PM |
| الجفاف بسوريا يتحول ببطء لكارثة | المجاوشي | المجاوشي للأخبار العامه والسياسية والرياضية | 0 | 10-10-2009 04:18 AM |
|
|