الإيمان في القلب فقط و بالدليل

عِندَما أتابــع أحيانا كلامَ العديد من النّاس و بخاصّة المُراهقِين أتعجّبُ منْ جُملة كثيرةِ التِّرداد وهي عِبارة: "الإيمان في القلب" !!
وددت معرفة المعني الحقيقي لهَا كي لا أظلِم أو أجهَل على أحـد ..
بعدَ معرفة معناها الحقيقي و المقصودِ منها علِمتُ و أيقَنتُ أنّ جُلَّ من يستعمِلها إنّما لتبرير معصيّـة أو ردّ نصيحـة، و يبقى على ما هُو عليهِ !!
عندمَا بحثتُ عن المعني الحقيقي و الكامِل للإيمان وجدتُ أنّ هذه العِبارة إنمّا هي عبارة كثيرًا ما يقولها بعض الجهال أو المغالطين، وهي كلمة حق يراد بها باطل؛ لأن قائلها يريد تبرير ما هو عليه من المعاصي؛ و يزعم أنه يكفي الإيمان الذي في القلب عن عمل الطاعات وترك المحرمات، وهذه مغالطة مكشوفة، فإن الإيمان ليس في القلب فقط، بل الإيمان كما عرّفه أهل العِلم قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح ..
نعم؛ لابد من الإيمان بالقلب والقول باللسان والعمل بالجوارح، وفعل المعاصي دليل على ضعف الإيمان الذي في القلب ونقصه؛ لأن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية..
ومن هنا نفهم ما نراه من تصرّفات تاركي الصّلاة و المتبّرجين، فتجد شُغلهم الشاغل الاغتياب و التحرّش بالملتزمين و الملتزمات، بلْ تجدُهُم ينتظرون منهم أبسط الزلاّت لإثبات هذه النظريّة العجيبـة "الإيمان في القلب" !!
حقّا، أولئك هُم الكُسالى !!



هُناك من يستعمِل هذه العبارة لتبرير تبرّج زوجته أو أُخته أو أمّه..
و حقيقة ما أرى هذه الجُملة إلا خداعا للنّفس و تطويلا للأمـل و تزيينا من الشيطان..
نعم، هناك ملتزمو الظَاهر؛ لكننّا لن نُحاسبَ بأعمالِهم و لاَ عليها !!
بلْ و لعلّ من ظننتُه منافقا - لتعاكس مظهره و فعله – مُجاهدٌ لنفسِه غير مستسلِم فتغلبه و يغلبها، فهو في كلّ الأحـوال أفضلُ منكَ !!
نعمْ؛ هُناك من يستعمل لحيته للتّجارة، و هُناك من تستعمل الحجاب كي تُبعد عنها حديث النّاس، لكن لو قسنا بهذا المقياس و اتهمنا جميع الملتحين و المتجلببات، لوجدنا أن جلّ اللصوص و الزُّناة و شاربي الخمر هُم حليّقون، عندها قد نقُول أنّ الحلّيقين ليسوا أهلا للثقة، لو كان هذا المعيار الصّحيح !!
أختِمُ بجملة قالها لي شيخ كبير عندنا :"الإيمان في الميدان"..

أكثر...