اليـاس صمدي , كم عالمنا العربي بحاجة امثالك

هاذي سلسلة من تجارب وامور عايشتها بالماضي بكل تفاصيلها القبيح الجميل , وتسامرت ذكراها وضلت عالقة في ذهني , وفي هذا الموضوع الذي هو بداية السلسلة وجدت امور حدثت في الماضي وحاولت الوصول الي استنتاجات , وتحاليل وافكار مختلفه لشتي مواضيع الحياة ’

اردت بهذا المتلقي ان افسح لها مجال , وخاصة في هذا المنتدي لمشاركتي فيه واضافة المفيد لعل وعسي ان تفيد احد او تنير درب احد

.


بسم الله نبدأ


.

في صيف 1982 انهيت دراستي الثانوية واستعد لبدية العام القادم الجامعي
, فكرت كثيرا كيف اقضي اجازة هذا العام وبعد كثرة المشاورات والنقاشات الجميع اصر علي زيارة الاهل في الجزائر ,

ذهبت الي الجزائر وبقيت 4 ايام , في اليوم الخامس عرض علي خالي الذهاب معه الي فرنسا لمدة 3 ايام لانهاء التصديقات الخاصه في مؤهله التعليمي , لم اتردد في عرضه وقبلته علي الفور , خصوصا وان فرنسا بالنسبة لي حلم في ذلك الوقت ورؤيته تبهرني خصوصا واني اتقن لغة اهله , وكذلك تحمسي لدراستي الجامعيه هناك ,

.

وصلت الي فرنسا وذهبت مع خالي سعيد الي شقته الخاصة لينهي الايجار استعدادا لعودته الي بلاده بعد ان انتهي من تحصيله العلمي ,

.

بطبيعة الحال بقيت لوحدي في اول الايام , لرؤية فرنسا وانبهرت جدا في طرق الحياة لديهم واندماج الثقافات العرقية في هذا المجتمع العجيب

.

اثناء مروري في شارع Rue Bezout ((ريغو بيزو )) وجدت اعلانات مبوبه عن طلب وظيفة لمدرسة خاصة للبنين تعلن حاجتها لشاب بنصف يوم للعمل كسكرتير للعلاقات العامة شرط اجادته للغه العربية والفرنسية

علي الفور اتصلت بهم وابلغتهم عن رغبتي بالعمل , تمت الموافقة واستئذنت خالي سعيد ببقائي في فرنسا 10 ايام اضافية علي ان اعود الي الجزائر بعد تجربة العمل ,


بطبيعة الحال رغبتي في العمل هو تنمية الشهادات التطوعية كي تساعدني في قبولي الجامعي

.

في المدرسة العمل شديد الابداع حركة مستمره في نقل الاوراق , الملفات الترتيب وتوزيع الادوار .



بعد عملي بـ 3 ايام بالظبط اثناء بداية الكورس الصيفي للطلبة


واثناء مروري الي اجد الصفوف

سمعت احد الطلبة ينادي علي ويبلغني بحضوري الفوري للصف


ذهبت الي الصف فوجدت احد الطلبة يصرخ بشده


فوليه فوليه فوليه (voleur)تعني بالعربية لص


ذهبت الي الطالب وسئلته عن السبب ابلغني ان زميله بالصف

يقوم بسرقة اقلام المدرسين ويقوم بدسها تحت الطاولة


تملتكتني حتما حيرة شديده في التعامل مع الطالب والطالب اللص

تلك الحيرة لم تستمر طويلا حيث كان يمر بين الصفوف


قال لهم :ما هي القصة يا أولاد ؟

قالوا :استاذ هذا سرق اقلامنا

فجأة قال الاستاد الياس:لا هو لم يسرق اقلامكم لكنه سمع عصابة في المدرسة تسرق الاقلام فاراد أن يحفظ اقلامكم ’صفقوا له
اهتز الفصل بالتصفيق

وخرجت مع الاستاد الياس وبادرته بعصبيه الشباب

ياستاذ الياس انت تعلم ان هذا الفتي سارق والاولاد احضرو الدليل فلماذا جاملته

ما الذي فعلته يااستاذ ؟

قال لي :أبني مجدي أعلم أنه سارق الولد فاذا قلتها أمام التلاميذ انك سارق فقد حطمته لكن

سأستدعيه عندي وانصحه واعاتبه


وبعد عدة سنوات حينما عدت الي فرنسا لاستكمال دراستي الجامعية
علمت من الاستاذ الياس أن هذا التلميذ قد تغير سلوكه واصبح من التلاميذ ذوي

الاخلاق العالية بل قال لي التلميذ أصبح ارئيس طلبة المدرسة وان اغلب زملائه يصفونه بالامين
بعد ماقاله الاستاذ الياس عنه حينما كان يسرق
ويستطرد الاستاذ الياس ويقول لا يزال اذا رأني هذا الشخص يصافحني بحراراة ويقول

أتذكر التلميذ الذي سرق الاقلام؟


ياتري كم لدينا شخص بمثابة الاستاذ الياس ؟؟




للعلم ذلك الطالب الذي قام بسرقة الطلبة في تلك الفترة


يعمل الان استاذ للطب في جراحة الاعصاب ولديه اكثر من 30 بحث علمي ومنشور
وطبيب زائر لمستشفيات في الخليج

لو لم يكن هناك في تلك الفترة اخصائي اجتماعي كفؤ , هل سيكون هذا الطالب استاذ طب ؟




بل علي العكس لو تخيلناه كـوقائع مشابهه في عالمنا العربي ممكن يخم الدرامات بالشوراع


.

انتهي







أكثر...