حياتي التي تغيرت بعد 18 عام ! ! ؟

بعد 18عام قضيتها في الهدوء والسكون الذي يعمه الهدوء والسكون تغيرت حياتي وانعطفت منعطفاً خطيراً فجأة وبدون مقدمات فتحولت من الهدوء والسكون إلى الكثير من الصخب الذي يتخلله غالباً بكاء الأطفال.
هذه الحياة التي إعتدت تقريباً عليها خلال العامين المنصرمين وذلك منذ رزقت أختي بفتاة وكذلك أخي فقد رزق بفتاة هوالآخر بعد 8 سنوات من الحرمان - بفضل الله ومنته - لايفصل بينهما سوى فارق بسيط لايتجاوز ثلاثة أشهر.

بعد أن إعتدت أنا على أن أرى كل من : أثاث البيت ، أشيائي الشخصية ، أشيائي المهمة ، أغراض والدتي وإخوتي في مكانها لاتتحرك إنشاً واحداً عنه أصبحت أرى التغيرات الكبيرة والعظيمة في ترتيب كل شيء والتي لايستطيع فعلها سوى مصممتي الديكور الخاصتين بنا 😊.

>> قديماً كنت أضع جهاز الحاسب المحمول الخاص بي في " صالتنا " طوال اليوم وأتركه أيضاً وأذهب لأنعم بنوم هادي وجميل دون الخوف من تضرر جهازي الغالي.
>> أما الآن وماأدراك ما الآن فجهازي الغالي بالكاد يسلم وهو في داخل حقيبته الخاصـة في غرفتي الخاصـة ، ولم أحاول مجرد محاولة أو حتى التفكير في محاولة وضعه كما كان في " صالتنا " لأني عندما أستيقظ من نومي وأمر بالصالة في طريقي أرى كم تغير مظهرها كثيراً عن الأمس فبعيداً عن صالة الألعاب الموجودة ، هناك الكثير من القطع المتناثرة هنا وهناك ولا يجب عليك تخيل ماهِيتها أو مما تتكون حينها أبتسم وأهمس بكل برود فأقول يالـ مصممتي الديكور الرائعتين ؛ فلذلك لم أفكر في المخاطرة وأعتقد أن الكثيرين يوافقونني على تفكيري.

>> قديماً كنت أسير في خط مستقيم لا إعوجاج فيه ولا أحتاج لإستخدام عيني كثيراً لأرى طريقي فالأرض مستوية على ما أظن.
>> في الوقت الحالي أعتقد أنني أتمنى لو كنت أمتلك عينين آخريتين في قدمي كي لا أتأوه كثيراً ولا أحتاج أن أُذكركم بعدد الإنحناءات اللامنتهية 😊.

بعد أن إعتدت على إن الجميع ينادونني بإسمي مجرداً وبدون ألقاب أصبحت أُلقب فجأة بالخالة والعمة في سنة واحدة مما يشعرني بأنني تقدمت في السن كثيراً 😊.
>> قديماً كنت أشك في كوني الشخص المقصود حين ينطق إسمي لتكرره ولأنه ذا شهرة واسعة كما تعلمون بالتأكيد فصاحبته هي أنا 😌.
>> حالياً أشك في كوني الشخص المقصود وبشكل مضاعف لا لشيء ولكن لكثرة الحروف الداخلة إليه أو ربما المفقودة منه فلا تستغربون لو وجدتم في إسمي حرف الغين - وقد حدث ذلك فعلاً - وإسمي للإخبار (نورة) حتى لا تقولوا إن لحرف الغين دخل به.

قد يظن القارئ أن ما أتحدث به مجرد مبالغة جوفاء خالية من الصحة ولكن في الواقع إن ماأخبر به عن مشاعري حقيقة وأنا لا ألوم من يظن ذلك لأنه لا يعلم أنني كما يقولون عادةً " أخر العنقود " وأنني نشأت في دار بعيدة عن الصخب والضوضاء ، وقد يظن أيضاً أن حديثي عن هاتين الفتاتين إنما هو على سبيل التضجر والتبرم بينما الحقيقة مضادة لذلك تماماً أنا لا إنكر أن هنالك لحظات تبرمت فيها منهما وأبديت إنزعاجاً ولكنني بالمقابل لا أستطيع إنكار ولا إحصاء اللحظات التي بدوت فيها بغاية السعادة بسببهما أيضاً ، هما بالنسبة لي إبنتا أخي وأختي الغاليتين - أعتقد أني لم أذكر شيئاً جديداً😃- اللتان منحتاني شعوراً جديداً بكوني خالة وعمة لهما ، اللتان أضافتا الكثير من البهجة والجو المرح ، اللتان أعادتا الحياة إلى هذا البيت بعد أمد ، اللتان رسمتا الكثير من الإبتسامات على وجوه مختلفة في أوقات مختلفة.

أحبهما بشقاوتهما، ببرائتهما، بهدوئهما، بصخبهما، وبكل حالاتهما ، وفي الختام أود أن أطلب من القارئ الكريم أن يدعو الله الرحيم بأن يحفظ لنا مصممتي الديكور الخاصتين بنا فبيتنا بحاجة لهما والسلام مسك الختـام.

أتمنى أن تحوز على رضاكم ، وأنتظر ملاحظاتكم بشوق.






أكثر...