#1
|
||||
|
||||
![]()
خلال عامين فقط من حكم الخليفة العادل لم يعد يوجد بين المسلمين فقيراً يستحق الزكاة!
أحيا عمر بن عبد العزيز سنن الخلفاء الراشدين في مصارف بيت مال المسلمين واجتهد في إصلاح ما وقع من تجاوزات من قبله في أموال المسلمين، فبدأ بنفسه ونظر في سجلات أملاك أبيه وما كان له من أراض فردها إلى بيت مال المسلمين. ثم جمع بني مروان وخطب فيهم وقال: إني لأحسب أن شطر مال هذه الأمة في أيديكم، فردوا ما في أيديكم من هذا المال. فقال: رجل منهم: لا والله، لا يكونن ذلك أبداً حتى يحال بين رءوسنا وأجسادنا، والله لا نكفر آباءنا ونفقر أبناءنا. فقال عمر: أما لولا أن تستعينوا علي بمن أطلب هذا الحق له لأضرعت خدودكم. وقام بقطع مخصصات أصحاب بني أمية وأعوانهم، وقد سمى أموال بني أمية أموال المظالم، وأرجعها إلى بيت المال. وقال له رجل منهم: أما لنا في هذا المال حق؟ فقال له عمر: ما أنتم وأقصى رجل من المسلمين عندي في هذا الأمر إلاّ سواء، إلاّ رجلاً من المسلمين حبسه عني طول شقته. وقام في الناس خطيباً فقال: إن هؤلاء القوم – أي خلفاء بني أمية- قد كانوا أعطونا عطايا، والله ما كان لهم أن يعطوناها، وما كان لنا أن نقبلها، وأرى الذي قد صار إلي ليس علي فيه دون الله محاسب، ألا وإني قد رددتها وبدأت بنفسي وأهل بيتي. وقد قيل له وهو على فراش الموت: تركت ولدك ولا مال لهم؟! فقال: ما كنت أعطيهم شيئا ليس لهم، وما كنت لآخذ منهم حقاً لهم، ُأوليِّ فيهم الذي يتولى الصالحين، إنما هم أحد رجلين: رجل أطاع الله عز وجل، ورجل ترك أمر الله وضيعه. وكتب إلى قاضيه في المدينة أبي بكر بن حزم يأمره أن ينظر في الدواوين ويستبرئها من كل جور جاره الخلفاء قبله من حق مسلم أو معاهد، وأن يرده عليه، فإن كان ميتا رده إلى ورثته. وكان يقسم بين الناس بالسوية لا يفاضل بينهم . وكتب إلى أهل الأمصار كتابا يأمرهم فيه أن يكتبوا أسماء مواليدهم ليفرض لهم قسمهم من بيت المال، ويكتبوا أسماء موتاهم ليرفعها من بيت المال. وفي آخر الكتاب: “إنما هو مالكم نرده عليكم”. وقد جاءه عبد الله بن العلاء، وكان من العصاة الخارجين عن الطاعة، وحرم العطاء لذلك، فأمر عمر برد عطائه، وأمر برد ما مضى من عطائه من السنين. وكان يأمر بدفع عطاء المساجين إليهم . فكانوا يأخذون نصيبهم شهرا بشهر وكسوة الشتاء والصيف. وأمر بتفقد أحوال من كان منهم مريضا، ومن لا أحد له ولا مال، وأن يتعاهدوهم، وأن يوفر لهم ما يصلحهم من الطعام والإدام. وأمر بمفاداة أسارى المسلمين وأهل ذمتهم، رجالاً كانوا أو نساءً، أحرارا كانوا أو عبيدا. وقد جعل العرب والموالي في الرزق والعطاء سواء. وقد كتب إلى واليه في العراق يأمره أن يقسم على الناس أرزاقهم، فإن زاد شيء فليسدد ديون المدين من غير سرف ولا سفه، فإن زاد شيء فليدفع صداق من أراد الزواج ولا مال له، فإن زاد شيء فليسلف أهل الذمة الذين عجزوا عن نفقة أراضيهم واستزراعها. وقد جعل للخمس بيت مال على حدة، وللفيء بيت مال على حدة، وللزكاة والصدقة بيت مال على حدة حتى لا تختلط مصارف الزكاة بمصارف الخمس أو الفيء. واجتهد عمر في إصلاح ما أفسده بعض الخلفاء قبله، حتى فاض – في عهده – المال ولم يعد يجد الناس من يأخذ الزكاة لغناهم! أكثر... |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
نيكي بأعلى مستوى خلال عامين | RSS | المجاوشي للأخبار العامه والسياسية والرياضية | 0 | 01-05-2013 02:10 AM |
هادي يتعهد بتسليم السلطة خلال عامين | RSS | المجاوشي للأخبار العامه والسياسية والرياضية | 0 | 02-27-2012 05:15 PM |
أميركا: هزيمة القاعدة خلال عامين | RSS | المجاوشي للأخبار العامه والسياسية والرياضية | 0 | 09-14-2011 02:00 PM |
فياض: بناء الدولة خلال عامين | المجاوشي | المجاوشي للأخبار العامه والسياسية والرياضية | 0 | 10-24-2009 08:32 PM |
سلام الشرق الأوسط خلال عامين | المجاوشي | المجاوشي للأخبار العامه والسياسية والرياضية | 0 | 08-26-2009 02:44 PM |
|